نشرت منصة “بلينكس” الإماراتيّة تقريراً تحت عنوان: كيف اخترقت إسرائيل “اتصالات لبنان”؟ وجاء فيه:
وحدات سكنية في جنوب لبنان تتعرض للقصف في ظل الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وإسرائيل، ولكن قبيل ذلك يتلقى السكان اتصالات عبر هواتفهم المحمولة تحذرهم من ذلك.. هذا ما كشفه تقرير صحافي تحدّث عن اختراق إسرائيل “داتا” اللبنانيين وشبكات هواتفهم.
أزمة في لبنان في أعقاب التقرير الذي حملَ إشارات تفيد بأنَّ الشبكة الخاصة بهيئة “أوجيرو” للاتصالات في لبنان تعرّضت للاختراق من قبل إسرائيل. مخاوف اللبنانيين على أمنهم الشخصي من الاختراق تحدث عنها وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم في تصريحات خاصة لبلينكس، مؤكداً عدم وقوع اختراق.. إذاً، كيف تلقى مواطنون لبنانيون اتصالات من جهات إسرائيلية إن لم يحدث الاختراق بالفعل؟ وما هي تقنية الـmasking التي شرحها مدير شركة أوجيرو اللبنانية للاتصالات، واستطاعت من خلالها إسرائيل التواصل مع سكان في الجنوب؟
وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم نفى لـ”بلينكس” كل ما يُقال عن أنّ شبكة “أوجيرو” الخاصة بالإتصالات الأرضية قد تعرّضت للاختراق، مشيراً إلى أن هذا الكلام عار من الصحة جملة وتفصيلاً، وأضاف: “طلبت كافة المعلومات بشأن هذا الأمر، ولم يتم تسجيل أي عملية قرصنة للشبكة من قبل إسرائيل”.
الكلام الذي صرّح به القرم أكدهُ أيضاً مُدير عام أوجيرو عماد كريدية لـ”بلينكس” إذ قال إن “الفرق الفنية والتقنية لدى الهيئة لم تلاحظ أي تغييرات أو إشارات على خروقات فعلية لشبكة الإتصالات”، محذراً من أي تهويلٍ قد يثير القلق والريبة لدى اللبنانيين.
وفي تشرين الأول الماضي، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة تقريراً تحدثت فيه عن أنّ مجموعة القرصنة الإسرائيليّة “WeRedEvils”، قد عمدت إلى اختراق شبكة الاتصالات في لبنان.
المجموعة المذكورة تحدّثت حينها عن أنّها تسيطر على ما يفوق ربع مليون نظام للاتصالات في جميع أنحاء الدولة اللبنانية، من دون أن تذكر أي تفاصيل أخرى في هذا الإطار.
حول هذا الأمر، يشير مُدير عام أوجيرو عماد كريدية لـ”بلينكس” إلى أن ما يُقال يمكن وضعه في إطار الحرب النفسيّة التي تمارسها إسرائيل ضدّ لبنان، لكنه حذر في الوقت نفسه من “الجواسيس” الذين يعملون لصالح إسرائيل في لبنان، ومن خلالهم يمكن إجراء اتصالات بمواطنين لبنانيين.
هناك تقنيات كثيرة يمكن الاستعانة بها لإجراء تلك المكالمات، عبر الكثير من التطبيقات والبرمجيات التي تسمح لإسرائيل بإجراء مكالمات على الشبكة اللبنانية من دون اختراقها، بحسب ما كشف خبير الاتصالات والمعلومات عامر الطبش.
ويشير الطبش في حديث لـ”بلينكس” إلى أنّ المكالمات الإسرائيلية الواردة إلى لبنان ليست جديدة، وقد حصل هذا الأمر سابقاً وفي الكثير من المحطات والسنوات.
من جهته، يتحدث مدير عام “أوجيرو” عن تقنية تسمى “masking”، وهي تُمكّن الطرف الذي يستخدمها من إلباس الرقم الأساسي الذي يتصلُ منها رمزاً آخر للتمويه، ويضيف: “ربما تكون إسرائيل استخدمت تلك التقنية وهذا أمرٌ سهل التطبيق”.
ويضيف: “هذا الأمر ممكنٌ حصوله في لبنان باعتبار أنَّ هذه التقنية قائمة، مع العلم أن أي اتصالات واردة من إسرائيل مباشرة هي محجوبة على الشبكة اللبنانية ولا يتم استقبالها بتاتاً”.
تمويه الأرقام، تقنية أخرى يمكن استخدامها عبر التطبيقات التي تمكن المتصل من ظهور رقمه برموزٍ أخرى مختلفة عنها بحسب تصريحات وزير الاتصالات اللبناني جوني القرم لبلينكس، الذي يضيف: “هذه التطبيقات قائمة وموجودة ومن الصعب توقيفها، وما يمكن قوله هنا هو أنّ وزارة الإتصالات تنسق مع كافة المعنيين لحماية شبكة الإتصالات لاسيما وسط الأوضاع الراهنة”.
معلومات “بلينكس” تحدّثت عن أنه حتى الآن لم ترِد أي شكاوى من مواطنين عن تلقيهم اتصالات مشبوهة من إسرائيل، فيما لم يتبين حتى الآن أنّ هناك بيانات بشأن أرقام تم الاشتباه بها وبالتالي الإبلاغ عنها.
يقول الطبش لـ”بلينكس” إنّ أيّ شكوى في هذا الإطار يجب أن تصبّ لدى الأجهزة الأمنية المعنية في لبنان، والتي بدورها تقوم بالتحقيق، وأضاف: “قد يكون لدى الأجهزة الأمنية معطيات كثيرة عن الأمور التي تحصل لكنها لا تشارك أياً منها مع أي جهة أخرى. كذلك، فإن لدى مخابرات الجيش في لبنان وجهاز فرع المعلومات التابع لقوى الأمن الداخلي، التقنيات والأجهزة الكفيلة برصد أي اتصالات مشبوهة وتحديد مصدرها”.
يشيرُ الطبش إلى أنّ التطبيقات الموجودة على الهواتف الذكية توفر قدرة على تتبع مستخدميها في أي مكان، موضحاً أنّ هذا الأمر لا يقتصر فقط على لبنان، بل يحصلُ في أي مكانٍ في العالم.
من جهته، يقول كريدية لـ”بلينكس” إنّ لدى هيئة أوجيرو القدرة على تتبع أي رقم مشبوه وذلك وفق آليات تقنية موجودة لديها، وقال: “حتى الآن، لم ترد إلينا أية معلومات من المرجعيات الأمنية بشأن هذا الأمر، وفي حال تمت إفادتنا بأي أمرٍ من هذا القبيل فيمكننا التحرك فوراً ولدينا خطوات سابقة ومستمرة في هذا الإطار”.