شكل التمديد لقائد الجيش جوزاف عون ضربة قاسية لـ”التيار الوطنيّ الحرّ”، الذي كان يعارض بشدة الخطوة لحسابات سياسية لها علاقةً بمعركة رئاسة الجمهورية، فيما القوى السيادية حسمت الأمر في الوقت السياسي المناسب للحفاظ على أمن البلاد واستقرارها، وتحصين الأمن القومي في ظلّ الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من 14 شهراً.
وهذا التمديد يعيدنا إلى “زبدة” زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت الأخيرة التي لم تحمل جديداً في الملف الرئاسي، بل جاء حاملًا رسالة التمديد لعون كمطلب غربي وأمر ملحّ وطارئ لأمن البلد. وأكّد بإسم دول اللقاء الخماسي على أهمية الحفاظ على استقرار المؤسسة العسكرية كي لا يطال الشغور رأس هرمها.
أمّا في شأن الاستحقاق الرئاسي المجمد، فقد تطرّق الموفد الفرنسي إلى الملف من باب التكرار أنّ “لبنان لا يمكن أن يستمرّ من دون رئيس للجمهورية، لأنّ المسار الذي ستسلكه المنطقة يتطلب وجود رئيس في بعبدا وعودة المؤسسات الى عملها”.
وبحسب المعلومات الدبلوماسية التي حصلت عليها وكالة “أخبار اليوم”، ثمة كلمة سرّ في جعبة لودريان حملها معه إلى لبنان، بحيث تعمد بحنكته وباعه الطويل، جسّ نبض القيادات السياسية اللبنانية، في موضوع التمديد لعون، قبل سحب “أرانب” التسويات من جيبه، بحيث سيكون الملف اللبناني جزءاً من الملفات التي يتم التفاوض بشأنها في المنطقة، مع الأخذ بالاعتبار التوازنات التي ستفرزها التسوية والتي من الطبيعي أن تنعكس على الملف الرئاسي اللبناني.
وذكرت المعلومات أيضاً، أنّ الموفد الفرنسي سيعود إلى بيروت بعد الأعياد المجيدة، وسيكون اسم قائد الجيش مطروحًا بشكل علني وبقوة، ضمن خيارات أعضاء دول الخمس (أميركا، فرنسا، مصر، السعودية، قطر)، لكن دون إغلاق الباب في الوقت عينه على مرشحين آخرين من الخيار الثالث، غير المرشحين اللذين لم يتمكنا من جمع الأصوات المطلوبة في جلسة 14 حزيران الماضي، أي رئيس تيّار الردة سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور.