بري يتفوّق على باسيل.. ويسجل هدفا في مرمى “القوات”

قضي الامر، وحصل التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون في المجلس النيابي بعد اكتمال النصاب، وفشلت كل المحاولات التي سعت الى اسقاط التمديد بطرق مختلفة، وبالتالي الوصول الى فراغ في القيادة واخراج عون من المنافسة على رئاسة الجمهورية، وهذا عمليا ما كان يريده رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل بشكل اساسي وعمل على حشد الدعم السياسي له.

معظم خصوم باسيل، وبعض حلفائه، شعروا أمس انهم انتصروا سياسياً عليه ووجهوا له ضربة لا بأس بها يمكن ان تخدم توجهاتهم في المرحلة المقبلة، لذلك حصلت تقاطعات بين الخصوم على التمديد لعون وتجاوز هؤلاء خلافاتهم بهدف كسر باسيل وتسجيل هدف رئاسي في مرماه لن يستطيع تجاوزه بسهولة خلال الاشهر المقبلة، الا اذا اقنع حليفه “حزب الله” بمرشح رئاسي غير رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية.

لكن من بين كل خصوم باسيل، او الذين شعروا انهم انتصروا عليه سياسياً، يبدو رئيس المجلس النيابي نبيه بري اكثر الرابحين، اذ حقق سلسلة من الأهداف والمكاسب السياسية، اولها هو إفشال مخطط باسيل بإنهاء مسيرة العماد جوزيف عون في قيادة الجيش، وهذا المكسب وحده قد يكون كافياً بالنسبة لبري الذي لا ينفك يحاول توجيه اللكمات لرئيس التيار.

المكسب الثاني هو ابقاء عون مرشحا للرئاسة، فبري الذي يدعم فرنجية حتى النهاية في المعركة الرئاسية، بحاجة لترك ورقة عون الرئاسية على الطاولك لعلمه بأن باسيل لا يمكن له القبول به، وعليه فإن الحصول على دعم رئيس “التيار” لفرنجية يمر من شعوره بأن حظوظ قائد الجيش الرئاسية ترتفع، من هنا فإن بقاء عون في اليرزة يعني ان حظوظ فرنجية سترتفع بعكس ما يعتقد كثيرون.

وترى مصادر مطلعة ان بري كرس امكانية انعقاد المجلس النيابي بهدف التشريع بالرغم من الفراغ في سدة الرئاسة، على اعتبار أن تكتل “الجمهورية القوية” الاقوى مسيحياً شارك في الجلسة واعطى شرعية اضافية للجلسات التشريعية بعد اعتراض دام لعدة أشهر، وعليه فإن رئيس المجلس أمسك مجددا باللعبة النيابية واعاد المعترضين على التشريع الى خط تأييد موقفه ورأيه التقليدي.

كما ان بري تمكن من تمرير التمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان في الجلسة ذاتها من دون ان يكون التصويت حصريا لصالح قائد الجيش الامر الذي كان سيظهر بوصفه استفتاءً نيابياً وبروفا رئاسية تحسب لعون لا عليه. هكذا يمكن اعتبار بري المنتصر الاكبر مما حصل، والطرف الذي استطاع تطويع جميع الخصوم ليتقاطعوا على هدف واحد، وحقق بذلك ايضا عدم ازعاج الولايات المتحدة الاميركية التي كانت تدعم بقاء عون في موقعه..

المصدر: لبنان 24