حتى في هذه… لبنان أبرز المتضررين!
في سياق عرضه لتداعيات تعليق شركات الشحن العالمية مرورها في قناة السويس على تجارة لبنان الخارجية، يكشف نائب رئيس الاتحاد العربي لغرف الملاحة والرئيس السابق لغرفة الملاحة الدولية إيلي زخور أن “المستهلك اللبناني كالعادة هو أول وأبرز المتضررين!”.
وقال زخور لـ”المركزية”: من المعروف أن الصين هي الشريكة الأولى للبنان في التجارة الخارجية، فلبنان استورد سلعاً صينية بـ 2,675 مليار دولار أميركي في العام الماضي، أي ما يفوق نسبة 14% من القيمة الإجمالية لوارداته التي بلغت 19,053 مليار دولار. كما أن الإمارات العربية المتحدة هي الشريكة الأولى للبنان في التجارية الخارجية. فلبنان صدّر سلعاً لبنانية إلى الامارات بـ 747 مليون دولار في العام الماضي، أي أكثر من 34% من القيمة الإجمالية لصادراته التي بلغت 2,167 مليار دولار.
ويذكر أيضاً أن “الهند هي من بين البلدان العشرة الأولى التي استورد لبنان منها سلعاً هندية في العام الماضي، في حين أن قطر والعراق والأردن وكوريا الحنوبية هي ايضاً من بين البلدان العشرة الأولى التي صدّر لبنان إليها سلعاً لبنانية”.
ويضيف: يؤمّن لبنان وارداته وصادراته من والى البلدان المذكورة وبلدان أخرى واقعة في آسيا، بواسطة خطوط شحن بحرية عالمية منتظمة بسفن الحاويات وناقلات النفط والغاز عبر المرور في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس. ولكن تصاعد هجمات الحوثيين اليمنيين على السفن والناقلات الإسرائيلية أو تلك المبحرة إلى المرافئ الاسرائيلية عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، دفع عدة شركات شحن عالمية الى الإعلان عن تجنب مرور سفنها المحملة بالحاويات وناقلاتها المشحونة بالنفط والغاز في مضيق باب المندب والبحر الأحمر مروراً بقناة السويس حتى إشعار آخر، واختيار الدوران حول أفريقيا ورأس رجاء الصالح للوصول إلى مقصدها النهائي في المتوسط وأوروبا وأميركا الشمالية.
ويعتبر زخور ان “هذا الاختيار الذي أجبرت عدة شركات شحن عالمية على اعتماده، سيؤدي وكما ذكرنا سابقاً، إلى ارتفاع كبير في عدد ايام الرحلة، واستهلاك كميات اضافية كبيرة من الوقود، والى ارتفاع ملموس في الكلفة الإجمالية للرحلة، وبالتالي إلى تأخر وصول السفن والناقلات إلى مقصدها النهائي في الأوقات التي كانت محددة لها، كما سيحدث خللاً واضطراباً في سلاسل التوريد والشحن والإمداد العالمية”.
ويؤكد ان “المستهلك اللبناني كالعادة هو أول وأبرز المتضررين!” ويقول ان “التكلفة الإضافية للدوران حول أفريقيا ورأس رجاء الصالح، سيجبر شركات الشحن العالمية على زيادة أجور الشحن لتغطيتها، ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع والبضائع المستوردة من بلدان الخليج العربي وبلدان آسيوية إلى لبنان من جهة، والسلع والبضائع اللبنانية المصدّرة إلى بلدان الخليج العربي والبلدان الآسيوية من جهة أخرى، وبالتالي سيكون المستهلك اللبناني كالعادة هو أول وأبرز المتضررين”.
المصدر: كتب طلال عيد في “المركزية”: