رأى الصحافي المتخصّص في الشأن الإقتصادي, خالد أبو شقرا, أن “الزحمة التي نشهدها في المطار, تقتصر على المغتربين اللبنانيين, وليس على السواح الأجانب أو العرب, على إعتبار أن النسبة الأكبر من الوافدين إلى لبنان في الموسم الصيفي, كانوا من المغتربين وليس من السياح”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال أبو شقرا: “هناك فرق بين المغترب اللبناني الذي يأتي في هذه الفترة, وبين السائح الأجنبي أو العربي”, معتبراً أن “في فترة الأعياد, يأتي المغتربون, لزيارة عائلاتهم المتواجدة في لبنان, ويفيدون تحديداً من الدولة القريبة, أي الدول العربية وشمال أفريقيا وغيرها, فهم يأتون إلى لبنان لتمضية فرصة الميلاد ورأس السنة”.
وتحدّث عن “الفرق بين سائح يضطر لأن يحجز في فندق, ويستأجر سيارة, ويكون لديه مخططاً سياحياً لزيادة الاماكن السياحية والملاهي, وبين لبناني يأتي إلى منزله, وبالتالي طبيعة الإنفاق تختلف بين السائح والمغترب بشكل جذري”.
واعتبر أن “قدوم المغتربين, يشكّل نعمة, لا سيّما أن جزءاً كبيراً منهم يحملون معهم الكاش إلى أهاليهم في لبنان, بعدما تراجعت ثقتهم في المصارف والتحويلات المالية من الخارج أصبحت مكلفة, لأنه يتم الإقتطاع منها بنسبة كبيرة, وبالتالي هذا الأمر يساعد على تحريك العجلة الإقتصادية”.
ولفت إلى أنه “بحسب الأرقام, يصل إلى مطار بيروت كل يوم بحدود الـ 10 آلاف وافد, وهذا الرقم مقبول جداً, إنّما في المنطق العام لبنان لا يستفيد بشكل جدي من الوافدين السياحيين أو من هذه الحركة للكثير من الأسباب:
– لا نملك بنى تحتية قادرة على استقبالهم
– إنعدام الكهرباء والمياه
– عنصر مستجد وهو تراجع الآمان, وزيادة معدلات الجرائم والسلب.
فكل هذه المواضيع تخيف المغترب والسائح, وهذا طبعاً بالإضافة إلى خطر الحرب المندلعة في جنوب لبنان, والتي توحي بكل لحظة, انها ستتوسّع على الأراضي اللبنانية”.
وأشار إلى أن “بعض المطاعم عادت وفتحت أبوابها في هذه الفترة, بعدما أغلقتها مع إنتهاء فصل الصيف, فهذه الأعمال تحوّلت إلى موسمية, تفتح في المناسبات والصيف, وبالتالي هذا الأمر يساعد على إعادة تشغيل قوى عاملة, وعلى تحريك العجلة الإقتصادية, إنّما تبقى قليلة أمام القدرات الكامنة في لبنان”.
وأضاف, “لو كان لبنان يتمتّع باستقرار إقتصادي وأمني وسياسي, لكنّا لاحظنا فرقاً شاسعاً في الأرقام, لا سيّما ان لبنان في السنوات الماضية, وتحديداً بالعام 2011, حقق إيرادات من القطاع السياحي تجاوزت العشرة إلى 11 مليار دولار, وهذا رقم كبير جداً ويشكّل حوالي 60 إلى 70% من الناتج المحلي الإجمالي من يومنا الحاضر, الذي انخفض فيه الناتج إلى حوالي 18.5 مليار دولار, فإعطاء لبنان الإستقرار قد يولّد فرص كبيرة وتحديداً بقطاع الخدمات والسياحة التي يتميز فيه تاريخياً”.
وشدّد على أنه “طالما الوضع السياسي غير مستقر, والأمني غير مستقر, إضافة إلى خطر الحرب, وفي ظل عدم وجود قطاع مصرفي قوي وسليم, كل هذه الأمور تفوّت أي استفادة حقيقية من المقومات السياحية في فترات الأعياد, أو حتى بفترة الصيف والمواسم العادية”.
وخلُص أبو شقرا, إلى القول: “كان من المتوقع في الصيف أن يستمر توافد السياح من إنتهاء موسم الصيف في أيلول, إلى نهاية العام, وبداية العام الجديد, حيث تنشط مع إنتهاء فصل الصيف السياحة الأوروبية, وسياحة الوفود السياحية, إضافة إلى سياح الميلاد ورأس السنة, وكان من المتوقّع أن يقفل هذا العام على عائد سياحي لن يقل عن 4 إلى 5 مليار دولار, إنّما نتيجة ما حصل بعد إنتهاء فصل الصيف, ودخول لبنان في الحرب, بالتأكيد هذا الرقم سيتراجع, وتتراجع الآمال بشكل كبير بأن يقفل العام الحالي على هذا الرقم”.