الاستحقاق الرئاسي مجمّد… هل يستفيد لبنان من التسوية؟

الحماوة التي تشهدها جبهة الجنوب مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القرى واشتداده مع تقدّم الوقت، تقابلها برودة غير مسبوقة على صعيد الاستحقاقات اللبنانية، لا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية، ورغم الحديث عن مبادرات محتملة قريباً، فإنّ الأمور ستبقى مجمّدة في المدى المنظور.

في هذا السياق، تحدّثت معلومات عن احتمال تحرّك رئيس مجلس النواب نبيه برّي بعد انتهاء عطلة الأعياد وانطلاق العام الجديد على الخط الرئاسي من أجل إحياء الملف وإعادة الطبخة إلى النار، وذلك بعد نجاح الجلسة التشريعية التي عُقدت قبل أيام وتم التمديد خلالها لقائد الجيش العماد جوزيف عون.

إلّا أن مراقبين يقلّلون من قيمة أي تحرّك على الخط الرئاسي في المدى المنظور، لأن لبنان كجزء من الساحة الإقليمية المشتعلة ليس بمنأى عما يحصل من تصاعد للتوتر، ولن يكون الاستثناء في ظل استعصاء الحلول، لا بل على العكس، قد يكون آخر المستفيدين من التسوية حينما تحصل.

ويربط المراقبون هذه التسوية بانتهاء الحرب في غزّة، والتي على ما يبدو فإنها ستطول لأكثر من شهرين بعد بدء العام، وفق تصريحات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية، لكنهم يتخوّفون أيضاً من انتقال الصراع إلى لبنان أو البحر الأحمر في المدى المتوسّط، وتأجيل الحلول أكثر والتعميق من أزمات المنطقة.

وعلى صعيد المواقف المرتبطة بهذا الشأن، أعلن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي رفضه امتداد الحرب الى القرى الجنوبية، واعتبر أنّ “امتداد الحرب الى جنوب لبنان يأتي خلافًا للقرار 1701″، مُشدّداً على وجوب التمسّك بهذا القرار الدولي.

إلى ذلك، فقد شهد لبنان يوم أمس تفلتاً أمنياً يُنذر بالأخطر، حيث تم تسجيل جريمتي قتل في وضح النهار وعلى الطرقات العامة وبين المنازل، الأولى على أوتوستراد الحازمية، والثانية في بشامون، وتم ترجيح دافع السرقة في الأولى، والثأر في الثانية، ما يُشير إلى أن إمكانيات القوى الأمنية قد تكون في تراجع.

في المحصلة، فإن العام الحالي سينتهي على جمود على صعيد كافة الاستحقاقات، وسيبقى لبنان رهينة التجاذبات الخارجية والإقليمية، إلّا أن الأمل يبقى بقيامة ووعي ضمير المعنيين ولبننة الاستحقاقات بالحد الأدنى.