في 2023… 5 أيام صدمت العالم

شهد العام 2023 الكثير من الأحداث التي هزّت العالم، إلا ان بعضها كان له وقع الصدمة التي وصل صداها إلى مختلف أنحاء الكرة الأرضية. وإليكم أبرز 5 أيام استفقنا فيها على أخبار عاجلة غير اعتيادية.

زلزال تركيا
في السادس من شباط 2023 استفاق العالم في ساعات ما بعد منتصف الليل، على كارثة حقيقية، حيث هزّ زلزالٌ مدمّرٌ منطقة قهرمان مرعش في جنوب تركيا، وبلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر. وامتدَّ أثره إلى سوريا أيضًا نظراً لقرب مركزه من الحدود السورية التركية. وشعر به السكان في لبنان وفلسطين وحتى مصر، الذين عاشوا لحظات مرعبة حقيقية وامتلأت الشوارع بالناس خوفاً من انهيار الأبنية.
وبعد مرور تسع ساعات تقريباً وقع زلزال آخر بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر في منطقة إيكين أوزو بالقربِ من مدينة مرعش. لتيجاوز عدد ضحايا هذين الزلزالين في تركيا وسوريا الـ50 ألف قتيل و120000 مصاب، وخلّفا أضرارًا مادية جسيمة في البلدين.

إنقلاب على بوتين
في 23 حزيران 2023، شهدت روسيا على تمرّد عسكري، حيث قامت قوات فاغنر بأوامر من قائدها يفغيني بريغوجين بإعلان الانقلاب على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد ادعائه بأن جنودًا من وزارة الدفاع الروسية قصفوا مواقع المجموعة العسكريّةـ وردًا على ذلك توعَّدَ بريغوجين بالانتقامِ من قيادة وزارة الدفاع التي حمَّلها مسؤولية ما طال قواته. ونجحَت “فاغنر” في الاستيلاءِ على مدينة روستوف نا دونو وبسطت سيطرتها الكاملة على مقر المنطقة العسكرية الجنوبية في المدينة، ثم بدأت زحفها نحو فورونيج التي سيطرت عليها هي الأخرى، مواصلةً التقدم صوبَ العاصمة موسكو.
توقَّفَ التمرد عشية 24 حزيران بعد وساطة الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والذي أقنعَ بريغوجين بالتوقفِ عن السير في اتجاه العاصمة وسحب قواته من كل المدن التي دخل لها مقابل الحصول على ضمانات أمنيّة.
وبعد شهرين على التمرّد، أعلنت السلطات الروسية عن تحطّم طائرة بالقرب من موسكو ومقتل جميع الأشخاص العشرة الذين كانوا على متنها ومن بينهم زعيم “فاغنر” بريغوجين ومساعده الأيمن ديمتري أوتكين.

إعصار دانيال
استفاق العالم في 4 أيلول 2023 على عاصفة من أكثر الأعاصير الشبيهة بالمناطق الاستوائية في البحر الأبيض المتوسط فتكاً وتكلفة في التاريخ المُسجل، وكان الحدث المناخي الأكثر فتكاً في عام 2023. فقد أثّرت العاصفة على اليونان وبلغاريا وتركيا وتسببت في فيضانات واسعة النطاق، وسُمّيت باسم دانيال، وسرعان ما اكتسبت خصائص شبه استوائية وتحركت نحو ساحل ليبيا، حيث تسببت في فيضانات كارثية قبل أن تتقلص وتفقد قواها. أما في اليونان فقد أدت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات تسببت في أضرار بأكثر من ملياري يورو، ما يجعلها العاصفة الأكثر تكلفة المسجلة في البلاد، وكانت ليبيا هي الأكثر تضرراً، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في انهيار سدين بالقرب من مدينة درنة وحدوث سيل من الفيضانات تسببت في مقتل أكثر من 4 آلاف أُحصوا مع مرور الأيام وفُقِد ما يزيد عن 10 آلاف شخص.

زلزال المغرب
يوم 8 أيلول 2023، ضرب زلزال مدمّر منطقة إقليم الحوز بجهة مراكش في المغرب، حيث بلغت قوته 6.8 درجة على مقياس ريختر. وخلَّف الزلزال أكثر من 2900 قتيل و5500 جريح، كما تضررت المباني والمعالم التاريخية بكُل من مراكش و‌تارودانت و‌أكادير و‌ورزازات. وشعرَ بالزلزال سكان عشرات المدن المغربية بما في ذلك أكادير و‌الدار البيضاء و‌الرباط، كما وصل مدى الهزات إلى الدول المُجاورة مثل إسبانيا و‌البرتغال و‌الجزائر.
اعتُبر هذا الزلزال الأقوى والأكثر دموية في تاريخ المغرب الحديث وذلك منذ عام 1960 على الأقل، وهو ثاني أكثر الزلازل فتكًا على مستوى العالَم في سنة 2023 بعد زلزال تركيا وسوريا. وقدّرت منظمة الصحة العالمية أن حوالي 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة تضرروا جراء الكارثة.

7 أكتوبر
لم يكن صباح السبت في السابع من تشرين الأول “أكتوبر” عادياً، حيث شهد العالم على عملية عسكرية غير مسبوقة شنّـتها من قطاع غزة حركة حماس عَبر ذراعها العسكري كتائب عز الدّين القسام، إذ أعلَن القائِد العام للكتائب مُحمَّد الضيف، بدء العملية ردًّا على “الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل”. وبدأت عمليَّة “طُوفَان الأقصى” عبر هُجومٍ صَاروخي وَاسعِ النطاق، إذ وجَّهت آلاف الصواريخ صوبَ مختلف المستوطنات الإسرائيليّة من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق، وتزامنَ مع إطلاق هذه الصواريخ اقتحام برّي من عناصر حماس عبر السّيارات الرُباعيّة الدّفع والدّراجات النّارية والطّائرات الشّراعيّة وغيرها للبلدات المتاخمة للقطاع، والتي تُعرف باسم غلاف غزة، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة خصوصاً في سديروت، ووصلوا الى أوفاكيم، واقتحموا نتيفوت، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات الثلاث وفي مستوطنات أخرى كما أسروا عددًا من الجنود واقتادوهم الى غَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة.
لا يزال العالم يعيش تداعيات هذه العملية بعد الحرب التي بدأتها اسرائيل في قطاع غزة وجنوب لبنان، والأكيد أن ما بعد هذا اليوم لن يكون كما قبله.