إتصالات رئاسية سرية… وخيار فرنجية على الطاولة
على الرغم من الكلام المتجدِّد عن مبادرات ومشاورات واتصالات سياسية يقودها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، من أجل إعادة وضع الإستحقاق الرئاسي على النار، فإن كل ما جرى تسجيله من معطيات جدية، ما زال مقتصراً على الإتصالات السرية الجانبية من قبل رئاسة المجلس مع الكتل النيابية، والتي تكشف عنها أوساط نيابية واسعة الإطلاع، معتبرةً أنه من الممكن التعويل عليها في حالٍ واحدة وهي اتضاح موقف “الثنائي الشيعي”، وليس فقط موقف رئيس المجلس، وهو ما لم يتحقّق حتى اللحظة بانتظار الأسبوع المقبل.
وبرأي الأوساط النيابية التي تتموضع في موقع وسطي بين المعارضة و”الثنائي الشيعي”، فإن الساحة السياسية ستكون على موعدٍ في مطلع العام الجديد مع “حَوصَة” في المجلس النيابي وليس أكثر، مؤكدةً ل”ليبانون ديبايت”، أن الرئيس بري، عرض مع الكتل النيابية مجدداً عقد لقاء تشاوري، إنما لم تتضح الآلية بعد.
ولا تنكر هذه الأوساط، أنها عارضت في السابق وتعارض اليوم، عقد اجتماعات تشاورية لعدة أيام في ساحة النجمة، وتقول رداً على سؤال، أنها طرحت مع رئيس المجلس، عقد “صبحية” نيابية في سياق لقاء غير رسمي، فأبدى مرونةً في التعاطي، إنما ما زالت أي دينامية نيابية غير محسومة بشكلٍ جدي، مع العلم أن الهدف الرئيسي يبقى محاولة التفاهم مع الكتل على عدم الإنسحاب من الجلسة الإنتخابية الرئاسية في حال دعا إليها الرئيس بري، بالتوازي مع السعي إلى عقد جلسات متتالية لانتخاب رئيس الجمهورية.
وأمّا بالنسبة لبورصة المرشحين الرئاسيين، فتكشف الأوساط النيابية عن ثابتتين، الأولى أن التقاطع على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور قد بات من الماضي، والثانية إن حظوظ رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ترتفع ولكن ببطء شديد، خصوصاً وأن فرنجية لن ينسحب من السباق ولو بقي معه صوتين نيابيين. وعليه، فإن الأوساط تقرأ في التقارب بين رئيس المجلس و”القوات اللبنانية”، في الموقف من التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون ومن التشاور حول الملف الرئاسي والإنفتاح على طروحات جديدة، “إيجابية” لافتة، خصوصاً وأن الرئيس بري، يعتبر أنه إذا أطلق حراكاً محلياً، لا بدّ وأن يلاقيه حراك خارجي من “الأصدقاء”، والذي قد يترجم عبر زيارات لموفدين قطري وفرنسي إلى بيروت قريباً.
وعن الخيار الرئاسي الثالث، فإن الأوساط، لا ترى أنه قد آن أوانه، مشيرةً إلى أن “معركة سليمان فرنيجية ما زالت قائمة وهي تسير في الكواليس السياسية، ومن خلال لقاءات واتصالات تؤسِّس لبناء الثقة بينه وبين كتل نيابية عارضت ترشيحه على مدى المرحلة الماضية، وعلى سبيل المثال، اللقاءات التي تحصل بينه وبين كتلة “اللقاء الديمقراطي”، حيث تلفت الأوساط إلى أن هذه الزيارات المتتالية، تعزّز الثقة وتطرح نقاشاً في الموضوع الرئاسي، وإن كانت لم تنجح حتى الساعة في تأمين التزام من الكتلة بترشيح فرنجية.
وفي قراءة للمواقف من الملف الرئاسي، تركِّز الأوساط، على أن “لبنان القوي”، قد اشترط ضمانةً بالنسبة إليه للسير بأي ترشيح، وهي إقرار اللامركزية الإدارية والصندوق الإئتماني، فيما الحزب ينتظر نهاية حرب غزة وما زال متمسكاً بمرشحه، خصوصاً في ضوء التطورات المتصلة بالمرحلة المقبلة.
وانطلاقاً ممّا تقدم، فإن النقاش البعيد عن الأضواء، يتناول مطالب كل كتلة من الرئيس العتيد، على أن يتعهد المرشحون ومن بينهم بالدرجة الأولى فرنجية، بالإلتزام بها.
وتخلص الأوساط بالحديث عن تفاؤلٍ على مستواها الشخصي، وبالإشارة إلى أن عملية خلط أوراق قد بدأت وسط مؤشرات إيجابية وإيحاءات من أكثر من كتلة، وخصوصاً المعارضة منها، لترشيح فرنجية بالإستعداد للتعاون، رغم أن أي هيكلية لحراك رئيس المجلس “الرئاسي”، ما زالت ضبابية.
المصدر: ليبانون ديبايت