عام “شيّا” الرئاسي: الأمر لها…!؟

ساعات تفصلنا عن العام 2024، ولبنان لا يزال يُصارع من اجل البقاء على الخريطة العالمية والدولية لضمان قيامته من جديد، فمن البديهي أن تتجه أنظار اللبنانيين الى الخارج، تحديداً الى الدور الاميركي في الكواليس اللبنانية، وذلك للوصول إلى خواتيم رئاسية شبيهة بالتمديد للقيادة العسكرية، خصوصاً انّ المرحلة التي يمر فيها لبنان دقيقة جداً انطلاقا من الحرب الصغيرة على ارض الجنوب، وفي ظل عجز القوى السياسية المحلية عن القيام بأي إجراءات من شأنها تغيير الوضع الصعب بدءاً من الاستحقاق الرئاسي.

على هذا الصعيد، تترقب جهات دبلوماسية غربية، الدور الذي ستلعبه السفيرة الأميركية السابقة في لبنان دوروثي شيا في العام ٢٠٢٤، بعدما انهت مهامها وسلمت الشعلة، الى السفيرة الجديدة ليزا آن جونسون، وتشير هذه الجهات عبر وكالة “اخبار اليوم”، انّ شيّا باتت ضليعة في عمق السياسة اللبنانية، تعرف كواليسها والشخصيات المؤثرة فيها، والعامل المشترك بينهما على وجه الخصوص مواجهة المد والنفوذ الايراني، الذي يترجمه واقعياً على الارض حزب الله، وبالتالي منعه بلوغ هدفه المنشود من انتخاب رئيس للجمهورية.

ولعل ما يدفع الى ذلك، تمسك الحزب بإيصال مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، على اعتبار انه يحتاج اليه كمكسب كبير، لضمان ال1701 وترتيب الحدود وفقاً لاجندته، وذلك بعد انتهاء الحرب الدائرة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في قطاع غزّة، فبصرف النظر عن نتائجها، الّا ان الحزب سوف يحتاج حينها إلى رئيسٍ يحمي ظهره امام الضغوطات الخارجية المُرتقبة.

وفي هذا السياق، تحدثت معلومات مفادها أن شيّا وعدت مسؤولا لبنانيا التقته خلال جولتها الوداعية، انها ستتابع الوضع اللبناني وتحديداً الاستحقاق الرئاسي فور عودتها إلى بلادها على الارجح الاسبوع المقبل، كون منصبها الجديد فاعل جداً في اروقة الامم المتحدة ومجلس الامن، لربما يخولها ايضاً الضغط اكثر لتطبيق القرارات الدولية، لا سيما ال 1701، والتدخل مع أطراف إقليميين و دوليين لوضعه موضع التنفيذ.
لكن حتى الساعة لا تزال تتعامل واشنطن مع الملف الرئاسي على مستوى إداري عادي ضمن اللجنة الخماسية، وليس على مستوى مسؤولين من الدرجة الأولى، لناحية مبادرة او تحركٍ، كونهُ سيكون مشروطاً بتوافق أميركي – إيراني على شخصية الرئيس المقبل، يبدأ بالملف النووي ويكتمل بالتسويات المرسومة للمنطقة على مستوى الاستراتيجيات الكُبرى.

المصدر: شادي هيلانة – أخبار اليوم