شكّلت الزيارة الأخيرة التي قام بها مؤخراً رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” النائب تيمور جنبلاط لرئيس تيار “المرده” سليمان فرنجية، فرصةً لـ”تبديد” الثغرات والعقبات أمام مختلف الملفات التي يمكن أن يفترق فيها الحزبان لاحقاً وسط الشغور الرئاسي.
واعتبرت مصادر مواكبة للإتصالات بين الطرفين أنَّ “الإشتراكي” و “المرده” يحاولان تقريب وجهات النظر أكثر من أي وقتٍ مضى، لكن هذا الأمر لا يُمثل أبداً تحالفاً سياسياً بالمعنى الواسع والمعروف.
وبحسب المصادر، فإنّ النائب السّابق وليد جنبلاط الذي يُدير دفّة التقاربات السياسية، يفتحُ الباب أمام حزبه للتقارب مع طرفٍ مسيحيّ يُعد أساسياً كـ”المرده”، من دون أن يكسرَ الجرّة مع أطرافٍ أخرى مثل “القوات اللبنانية” التي تعتبر مناوئة لتيار فرنجية.
وأشارت المصادر عينها إلى أنَّ جنبلاط يحاول أن يعمل على “القطعة”، أي بمعنى أنّه يسعى للتعامل مع كل جهة إنطلاقاً من حيثيتها والملف السياسي المرتبط بها، وأضافت: “من قال إنّ جنبلاط سيفكّ ارتباطه بالقوات اللبنانية إن تقارب مع القوات؟ هناك مصلحة إنتخابيّة تقتضي التحالف، وأصلاً في الفترات الماضية ووسط تقارب جنبلاط مع حزب الله، لم يحصل أي إفتراقٍ مع القوات”.
وختمت: “إذاً، جنبلاط أمام خيارات عنوانها تنويع الإتصالات وهذا الأمر يرتبطُ بالدور الوسطي الذي تسعى كتلة “اللقاء الديمقراطي” لتثبيته وسط التناقضات السياسية العديدة، لاسيما بين الأحزاب المسيحية”.