يرى الصحافي والمحلّل السياسي جورج علم، أن “عملية إغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس داخل الضاحية الجنوبية لبيروت صالح العاروري هي رسالة متعددة العناوين، وما جرى يؤكد بأن الإختراق الإسرائيلي المخابراتي كان طاغيًا حتى داخل مربع حزب الله الذي كان يُفترض أن يتمتع بمناعة كافية ضد هذا الإختراق”.
وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يطرح المحلّل علم سؤالًا حول المواجهة إن “كانت بدأت تخرج من تحت السيطرة إلى حرب مكشوفة، ووفقًا لما يرى فإن الجواب يرتبط بعاملين، الاول كيف سيكون حجم رد حزب الله، أما العامل الثاني ما هي التداعيات على هذا الرد في حال حصوله، هل توسع إسرائيل عملياتها أم تبقى المواجهة تحت سقف معيّن”.
ويلفت إلى أن “النقطة الأبرز فيما حصل هو خروج ما يسمى بالضمانات الأميركية عن الكلام المتداول أي بمعنى حول ما كان يحكى بأن الولايات المتحدة الاميركية كانت دائمًا تحذّر اسرائيل من توسيع نطاق عدوانها على لبنان، وكما رأينا يوم أمس العدوان بلغ العاصمة بيروت، لذلك هناك ما يسمى بنوع من الرضى الاميركي عن هذه الضربة، وبالتالي الضمانات التي قدمتها أميركا في السابق ربما قد أصبحت من الماضي”.
ويستبعد علم، حصول حرب شاملة في لبنان، وهو يرى أن “الأمور لا تزال تحت السيطرة لعدة إعتبارات، الإعتبار الأول أن هذا التصعيد هو لحماية شروط التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار قبل الوصول إلى التفاوض، وبالتالي هذ التصعيد يقابله إنسحاب حاملة الطائرات الاميركية من الخليج التي ستكون رسالة إلى إيران وإلى محور الممانعة بأن لا رغبة في تطوير الحرب في غزة إلى حرب إقليمية شاملة، أما الأمر الثاني هو أن أي رد للمقاومة سيكون منسقًا بشكل دقيق مع إيران”.
ولا يزال يرجّح علم بأن “لإحتمال الديبلوماسي التفاوضي يتقدم على المنطق العسكري وهو يخدم آلية التفاوض والوصول إلى تفاهم على خارطة طريق وعلى محطات هذه الخارطة، مذكرًا بعدة نقاط لا بد من التوقف عندها وهي أن إسرائيل بدأت الحرب الثالثة وهذه الحرب هي إنسحاب تكتيكي من شمال قطاع غزة مقابل عمليات نوعية تستهدف قادة حماس، وبالتالي الإستهداف لقادة حماس لن يبقى محصورًا بقطاع غزة أو في الضفة الغربية إنما في كل الأماكن التي يتواجدون فيها”.
وبعتبر أن “المرحلة الإنتقالية لحكم غزة فيما بعد هي معالجة الملفات الساخنة المرتبطة بالصراع الدئم حول القضية الفلسطينية وحول مستقبل غزة، لذلك مسار التفاوض ناشط على أكثر من جهة وعلى أكثر من جبهة، وبالتالي يؤكد علم على أنه ليس هناك من حرب إقيلمية لأن لا مصلحة لأي طرف من الأطراف الدخول في هذه الحرب التي ستكون مكلفة للجميع، وكل ما يجري هو البحث عن طاولة تفاوض وعن الملفات التي يُفترض أن تحضر على هذه الطاولة إلا أن إسرائيل لا تستطيع الجلوس على هذه الطاولة إلّا بعد تحقيقها أحد الأهداف ومنها إستهداف قادة حماس”.