رغم الجهود المكثفة التي بذلها الحزب التقدمي الاشتراكي، بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون منتصف الشهر الماضي، من أجل ملء الشواغر في المجلس العسكري، بما فيها موقع رئاسة الأركان، تتقاطع المعلومات على أن هذا الملف «معلّق إلى موعد غير محدد»، إذ لا يبدو رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، حتى الآن، عازماً على عقد جلسة وزارية للبحث في التعيينات.وفيما تؤكد مصادر سياسية أن «هذا التعليق غير مرتبط بالتطورات الأمنية ولا بما يحصل في الجبهة الجنوبية»، كشفت لقاءات ومشاورات في الأسبوعين الأخيرين من العام الماضي وجود انقسام كبير حول مبدأ التعيين والأسماء المرشحة، علماً أن النائب السابق وليد جنبلاط أوعزَ الى نواب في كتلة اللقاء الديموقراطي بتكثيف حراكهم، وتحديداً في اتجاه حزب القوات اللبنانية، من دون أن يتبلّغ أيّ ردٍ إيجابي. كما شملت الاتصالات التيار الوطني الحر من دون أن تثمر عن أي نتيجة.
ورغم المواقف النظرية بتأييد إجراء التعيينات، يبقى التطبيق العملي عصيّاً، وخصوصاً في ظل عدم القدرة على تجاوز صلاحيات وزير الدفاع التي نصّ عليها اتفاق الطائف، وعدم إمكانية التفاهم على صيغة لإمرار التعيينات من دونه. وقالت المصادر إن التمديد لقائد الجيش وضع ملف التعيينات العسكرية على الرفّ، لأن إمرار التمديد بالشكل الذي حصل فيه جعل رئيس التيار جبران باسيل أكثر تصلّباً، وخصوصاً أن ملف التعيينات لا يُمكن أن يسلك الطريق نفسه الذي سلكه التمديد وأن من غير الممكن تجاوز وزير الدفاع المحسوب على التيار.
وأشارت المصادر إلى أن «التيار وضع ملف التعيينات خلفه، ويركز حالياً على الطعن في قانون التمديد».
ومن الأسباب التي تزيد من استحالة استكمال بازل التعيينات في المجلس العسكري أو المديرية العامة للإدارة والمفتشية العامة، اتصالها بمبدأ المحاصصة أولاً وبحسابات رئاسة الجمهورية، وبالتالي فإن «الجميع يجد نفسه معنيّاً بها، وليس وليد جنبلاط حصراً، بل أيضاً قائد الجيش ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية».
وفي ما يتعلق بالأسماء، أكدت المصادر أن «الاسم الثابت الوحيد حتى الآن لمنصب رئيس الأركان هو العميد حسان عودة، وكذلك المرشح لمنصب المديرية العامة للإدارة العميد رياض علام، فيما هناك صراع على منصب المفتشية العامة (من حصة الطائفة الأرثوذكسية) بين رئيس الغرفة العسكرية في وزارة الدفاع العميد منصور نبهان، ومسيّر أعمال المفتشية العامة العميد الركن فادي مخّول، وعميد ثالث من آل كفوري.