برّي: “العالم كله عم يتغير”!
أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري, اليوم الجمعة, حول القادم بعد حرب غزة, الى أن “الأمر يتوقف على عدة محددات لتقدير الموقف، فلكل طرف أهداف استراتيجية من هذه الحرب سواء المقاومة أو اسرائيل هل حقق الجيش الاسرائيلي هدفه من الحـرب رغم كل ما جرى من قتل واستـشهاد عشرات الآلاف؟ وهم باستـشهادهم وتمسكهم بأرضهم يغزلون ثوب الحرية للقضية لأن ثوب الحرية من حرير يحتاج الكثير من التضحيات، الإجابة القاطعة
وأضاف في حديث لرئيس تحرير مجلة “روزاليوسف”, “لم يحقق الجيش الاسرائيلي هدفه ولن يحققه، فإذا كان هدفه المعلن هو القضاء على حـمـاس دعنى أقول لك وهذه معلومات أن المقاومة الفلسطينية لم تفقد إلا 10 % من قدراتها منذ اندلاع القتال ولديها قدرة على الصمود، أما اسرائيل فخسائرها متعددة وكبرى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا واستراتيجياً أيضًا.”
وعن سؤاله عن طريقة تحقيق ذلك قال الرئيس:” الآن الشارع العربى يلتف حول القضية الفلسطينية رغم محاولات قتل القضية فى الضمير العربى، وهنا أحكى عن الشعوب العربية لأن الموقف الرسمى العربى اتسم بالحياد، وهو مصطلح أراه مناسبًا دبلوماسيًا، وحقيقة يجب أن نسجل لمصر وقيادتها السياسية وشعبها موقفهم الواضح منذ اللحظة الأولى بالوقوف ضد العدوان على غزة ورفض تهجير أهل غزة إلى سيناء أو تهجيرهم إلى الأردن أو تهجيرهم داخليا والتصدى لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، وتلعب مصر الآن دورًا رئيسيًا مع جميع الأطراف البعد الآخر أن اقتصاد “إسرائيل” ينزف رغم كل ما يصل إليها من مساعدات لا تستطيع أن تستمر على هذا النحو لبضعة أشهر، وهذا هو مأزق نتنياهو بخلاف ما تفرضه عليه خلافاته الداخلية فى الائتلاف الحكومى الهش، فضلا عن ملاحقته قضائيا، ومن هنا يسعى لمد أجل الحرب، وأيضا قد يسعى لتوسيع رقعة الحرب وتوريط أطراف أخرى وهنا لا أتحدث عن لبنان فقط”.
وتابع, “حتى هذه اللحظة تتعامل المقـاومة فى لبنان وما تقوم به من عمليات وفق المنهج والسياق المناسبين، لبنان لديه ذاكرته وخبرته من الحروب مع “إسرائيل” على مدار عقود، وهذه الذاكرة حضرت عند صياغة القرار الأممى رقم (1701) عام 2006، جلس هنا معى الدبلوماسى الأميركى “ديفيد وولش” وتمسكت بصياغات محددة تحفظ حق لبنان فى مواجهة اسرائيل وقلت له سأذكرك فيما كنت تختلف معى فيه، ومرت سنوات وخرج من الخدمة واتصلت به لأذكره.”
وعن موقف الولايات المتحدة فى هذه الحرب أشار الرئيس إلى أنّ “أميركا حضرت فى هذه الحرب كطرف وتجاوز الأمر مجرد الدعم السياسى والاقتصادى للجيش الإسرائيلى بل كان الدعم عسكريًا وعملياتيًا، وهذا الأمر ليس سرًا وتناوله الإعلام الأميركى وتناولته دوائر السياسة الأميركية ولكن فى هذا العام أميركا تدخل بكل اهتمامها وثقلها فى مجريات وتفاعلات الانتخابات الرئاسية الأميركية التى تجرى فى تشرين الثاني 2024 ولكن تبدأ سياسيا من الآن، لذا علينا أن ننتظر ونرى ما تقوده التفاعلات”.
واستكمل برّي, “عليك أيضا أن تأخذ بعين الاعتبار أن حكومة نتنياهو قد تواجه هى الأخرى مأزق الانتخابات المبكرة هذا العام, العالم كله يتغير، أدبيات الصراع العالمى تنضج، مخاض النظام العالمى لا يزال مستمرا فى أكثر من رقعة الصبر هنا سـ.ـلاح استراتيجى وما وجدت سـلاحا أفضل من الصبر، علينا أن ننتبه لما يجرى تجاه سواحل اليمن وباب المندب، الصـ.ـراع العالمى متداخل ومتشابك تحضر فيه استراتيجية ومحورية الممرات البحرية، يحضر فيه صراع الطاقة، تحضر فيه الأطماع فى مياه العرب”.
وعن لبنان، لفت الرئيس بري إلى أنّ “لبنان حاليا لديه تحديات حاضرة وتحديات مؤجلة, التحديات الحاضرة أولها إنهاء حالة الفراغ الرئاسى، ومن هنا كانت دعوتنا للحوار والاتجاه نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية، أما التحديات المؤجلة فهى تلك التى نبدأ فى مواجهتها بعد انتخاب رئيس الجمهورية وفى مقدمتها الأزمة الاقتصادية”.
واردف, “نحن ندرك أن العالم تغير وأن أصدقاء وحلفاء لبنان الداعمين أيضا قد تغيروا، وفى هذا تتشابه مصر مع لبنان فمثلما تركت مصر بمفردها لمواجهة تحدياتها ترك لبنان بمفرده، وهذا هو حال السياسة، وهذا هو العالم الذى نحيا فيه الآن، ومن حق كل طرف أو صديق أو حليف أن يعمل وفق مصالحه”.
وختم, “وفى الفترة الحالية هناك تعاون كبير مع حكومة تصريف الأعمال برئاسة السيد نجيب ميقاتى ونسعى لتقريب كل وجهات النظر والالتفاف حول مصلحة لبنان وأن يكون لبنان أولا، من هنا أيضا كان اهتمامنا وحرصنا البالغ على ألا يترك أهل الجنوب اللبنانى ديارهم منعا لحدوث هجرة داخلية فى لبنان”.