“لقد أعذر من حذّر”… جوزيف أبو فاضل: عالجوا الأمور
كتب المحلل والكاتب السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل،اليوم السبت, على حسابه عبر منصة “إكس”: يعود لبنان بسرعة إلى جهنّم الحرب الأهلية ويعود معه السؤال،ما حاجة اللبنانيات واللبنانيين إلى الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، طالما أنهم يشهدون على خراب وانهيار لبنان كرمى للفصائل الفلسطينيّة الأخوانجيّة المسلحة التي تعتبر أن طريق القدس تمّر في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع وهي تضرب بعض صواريخ “التنك” (هذا إذا وصلت) على مناطق لا تقّدم ولا تؤّخر في فلسطين المحتلة”.
وأضاف ابو فاضل, “تسجيلا لمبرر حضورها وتنكيلا وقهراً بالمسيحييّن الذين ذاقوا الأمرّين إبان الحرب الأهلية من قبل المنظمات الفلسطينيّة والقوى الحليفة واليسارية الغوغائية كمجازر الدامور والسعديات والناعمة والجبل والبقاع والشمال وزحلة وساحل المتن ومثلث صمود الأبطال”عين الرمانة الأشرفية وخط الشام حتى الحدث صعوداً..!!”.
وسئل, “ماذا تظنون يتذكر المسيحيون غير ذلك من الوجود المسلح الفلسطيني في لبنان؟؟!”.
وتابع ابو فاضل, “أعيد عليكم هذا الشريط السيء ليتّعِظ أولي الأمر أن الشارع المسيحّي يغلي، وكي لا تعود الحرب القذرة إلى ربوع لبنان من أجل قضية فلسطين الذي دفع لبنان الغالي والنفيس وانتهت بمصالحة جماعة فتح-لاند ومنظمة التحرير الفلسطينيّة باتفاقية أوسلو ومصالحة فلسطينية-اسرائلية لا ذنب للمسيحييٍّن فيها، بعد أن كان قد تدّمر وطنهم وقُتلوا وتهجّروا..ولا حتى ذنب المسلمين اللبنانيين بالمصالحة الفلسطينيّة الإسرائيلية!!”.
واستكمل, “خطورة الأمر تكمن اليوم في استفزاز اللبنانييّن كلهّم مسيحييّن ومسلمين ممن لا يحملون السلاح وينشدون تطبيق دستور “الطائف” وقيام الدولة.. وأنا أعرف تماماً أن ليس لـحماس سجل أو أداء سيء مع اللبنانيين بل على العكس هم أخوة لنا في قضيتهم في فلسطين، ولم ولن يخرج مسيحي واحد إلا ليشهد للحق مع “حق الشعب الفلسطيني المُحاصر والمظلوم والمقهور والمشّتّت..!!”.
واردف ابو فاضل, “لكن خرق السيادة كعادته للطيران الحربي الإسرائيلي(اختلف) هذه المرة واغتياله الشهيد صالح العاروري ورفاقه في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت يثير شبح توسيع نطاق الحرب لدى المراقبين والمحللين وتوسيع دائرة التسّلح والفوضى الأمنية..إذا بقي نتنياهو ومجانينه على موالهم الهمجي التدميري والإلغائي والتهجيري..!
لذلك الفلتان الأمني الحاصل ليس إلا لمصلحة إسرائيل وحده”.
واعتبر ان, “ما ترافق في تشييع الشهيد العاروري ورفاقه في قلب بيروت من إطلاق رصاص بشكل جنوني و”بثياب عسكرية حمساوية” على مرأى من أركان الدولة والجيش والقوى الأمنية فأعاد للبنانييّن أمجاد كل واحد منهم ارتياحه لصوابية العيش المناطقي المستقِّل في الحرب الأهلية القذرة..!!”.
ولفت ابو فاضل, “الأمر الآخر من التفلت الأمني الحاصل حاليا، أن تقوم مجموعة فلسطينية مسلّحة ب”الكزدرة”على كورنيش صيدا في رتلٍ من سيارات رباعية الدفع وكأنهم داخل حرب غزّة أو الضفة..!؟ فيديوهات العروضات أسفل التغريدة”.
وقال: “لا أيها المسؤولون اللبنانيون الذين تعيشون في ال “لالاند” مهما كانت مراكزكم إن كان رئيسا للحكومة أم وزيراً أم قائداً أم مديرا عاماً أم ظابطاً..وجب عليكم أن تصارحوا اللبنانيين..إفعلوا أي أمر يلجم الفلتان الأمني والفوضى الأمنية واللعب بالناس وحياتهم ومستقبلهم..!!؟ قولوا الحقيقة أو ارحلوا..ماذا ستفعلون ؟؟”.
وأشار ابو فاضل إلى ان, “الوقت يداهمنا وأنتم غير معنييّن!! مخيمات الفلسطينييّن والسورييّن تعّج بالسلاح وأنتم لا تقولون كلمة واحدة في الموضوع الأمني!! ماذا تنتظرون؟؟ تتّسع دائرة الإنفلات الأمني ومجلس الدفاع الأعلى لا يجتمع فيما الحرب مستعرة في الجنوب -الجريح وعلى طول الجبهة الجنوبية-الإسرائيلية فتستعيضون عن جلسات الحكومة بحفلة مسايرة وفنجان قهوة إرضاء لهذا الفريق أو لهذا الرئيس أم للأبوات..!!”.
وتابع, “عالجوا الأمور الأمنية الداخلية الوسخة بسرعة قبل انفلات حَبل الفتنة على غاربه..!! أي حادثة صغيرة ممكن أن تتحوّل كبيرة بوجود السلاح و”موضة” الملثّمين! المجتمع اللبناني مضغوط و”الناس على أعصابها..”كرامتكم وشرفكم ووطنكم ووعدكم أهّم وأسمى من مراكزكم ومناصبكم..!”.
وأكد ابو فاضل أن “اللبنانيون الشرفاء الحريصون على الجمهورية اللبنانية ودولتها ومؤسساتها وعلى الشعب اللبناني يدّقون آخر جرس وآخر ناقوس خطر… لقد سُقت هذه المواضيع لكي نعتبر جميعا وليس المسيحيون وحدهم فهم يعرفون وحذرون تماما مما ينتظرهم، ولكن لكل اللبنانييّن مما أصابنا بعد انهيار الدولة ودخلنا في دوامة الحرب الأهلية في لبنان..!!”.
وختم: “لقد أعذر من حذّر وعلى طريقة ذكِّر إذا كان للذكرى منفعة “.