شهد لبنان هجمة ديبلوماسية اميركية واوروبية، تتركز على السعي الى تخفيف حدة التوتر ونزع فتيل الانفجار الكبير على جبهة الجنوب اللبناني، خصوصا في ضوء تصاعد وتيرة المواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي، بعد اغتيال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية.
وتفرض هذه التطورات نفسها على سائر الملفات الاخرى، ومنها ملف رئاسة الجمهورية الذي يرجح ان يبقى في دائرة المراوحة حسب مصدر سياسي بارز، الذي يرى ان المناخ السائد لا يؤشر الى احداث خرق جدي في جدار ازمة رئاسة الجمهورية، على الرغم من توقع استئناف التحركات بشأنها على الصعيدين الداخلي والخارجي في الاسابيع القليلة المقبلة .
ويخشى المصدر من ان تمتد فترة التعايش مع الفراغ الرئاسي، الى ما بعد حسم او انقشاع المشهد المتصل بتداعيات حرب غزة والمواجهات المتصاعدة على جبهة لبنان، مشيرا الى ان حالة الاستعصاء الداخلي ما زالت تتحكم بالاستحقاق الرئاسي، وان جهود دول المجموعة الخماسية تراجعت نسبيا، نظرا لانشغال الادارة الاميركية وفرنسا في الوقت الحاضر بالعمل على نزع فتيل الانفجار الكبير على جبهة لبنان .
وعلى الرغم من تضاؤل فرص حصول تقدم ملموس في مسار الاستحقاق الرئاسي، تترقب الاوساط السياسية التحركين المرتقبين للموفدين الفرنسي والقطري جان ايف لودريان وابو فهد.
وحسب المعلومات المتوافرة، بدأت التحضيرات لعودة لودريان الى بيروت من اجل اجراء جولة جديدة من المحادثات حول ملف الرئاسة مع الاطراف السياسية، لكن المؤشرات حتى الآن لا تدل على انه يملك صيغة حل او مخرجا للازمة الرئاسية القائمة .
ويتردد في هذا المجال، ان الموفد الرئاسي الفرنسي يعول في جولته المرتقبة على التعاون مع الرئيس بري بشكل اساسي، للعمل على فصل مسار ملف الرئاسة عن مسار تطورات حرب غزة والمواجهات على جبهة الجنوب.
ووفقا للاجواء التي تسبق زيارته، فان الانتقال الى مرحلة جوجلة الاسماء المطروحة للرئاسة تعتمد على امرين : حسم وتوحيد الخيارات داخل المجموعة الخماسية، وتضييق الفجوة بين الاطراف الداخلية لتحسين اجواء التوافق على الذهاب الى جلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
ويبدو ان مهمة لودريان لن تكون سهلة، خصوصا انه لا يملك الاوراق الكافية التي تساعده على الانتقال الى هذه المرحلة، اي مرحلة بلورة الاسماء وحصرها باسمين او ثلاثة.
وعلى صعيد التحرك القطري المرتقب، تنقل مصادر مطلعة عن مرجع بارز، ان الدوحة اخذت مؤخرا تتعامل مع ملف الرئاسة بطريقة جديدة تختلف عن الطريقة التي اتبعتها سابقا، وانها في صدد تعديل الصيغة او المقاربة التي ستطرحها مع الاطراف اللبنانية.
ويتوقع ان يترجم الموفد القطري في زيارته المرتقبة هذا التوجه الجديد، ولن يطرح تزكية اسم محدد كما كان يفعل في جولات سابقة.
ووفقا للاجواء التي تسربت مؤخرا، فان قطر استبدلت فكرة تزكية اسم مرشح معين بسلوك مقاربة جديدة، ترتكز على بحث وتوفير الفرصة لايصال مرشح يحظى بتوافق نسبي او على الاقل باغلبية معقولة.
وتقول المعلومات ان الدوحة لم تعد تميل الى تزكية اي مرشح على الاخرين، آخذة بعين الاعتبار الواقع اللبناني الراهن، الذي يصب في اطار مرشحين رئيسيين هما: سليمان فرنجية والعماد جوزاف عون .
وتضيف المعلومات ان فكرة الخيار الثالث تراجعت في ضوء التطورات والمعطيات الاخيرة، وان الجو السائد اليوم هو البحث والمفاضلة بين انتخاب فرنجية او عون.
ووفقا للمعطيات الداخلية والخارجية الراهنة، تبدو ان فرص كل خيار من هذين الخيارين متساوية حتى الآن، ومن الصعب ترجيح احدهما على الآخر بانتظار، متغيرات داخلية وخارجية.