بدا لافتاً جداً حضور رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل الى صالون كنيسة سانت تيريز – الفياضية، لتعزية قائد الجيش جوزاف عون بوفاة والدته السيدة هدى ابراهيم مخلوطه، وكان سبقه، عمه الرئيس السابق ميشال عون وزوجته، وذلك في إطار “الواجب” بعد سلسلة من الاتهامات والاستهدافات التي شنها باسيل على العماد عون من طرف واحد، علماً ان مواقف باسيل التصعيدية الاخيرة، ضدّ قائد الجيش لم تلقَ ترحيباً ولا تأييداً من فريقه السياسي والنيابي قبل خصومه.
وتقول مصادر مطلعة، عبر وكالة “اخبار اليوم”، من الطبيعي الا يتطرق لقاء “التعزية” بين باسيل وعون الى الوضع السياسي الراهن، خصوصا وانه حمل طابع المواساة.
واذ تشير الى ان اللقاء قد يكون كسر شيئا من الجليد، تستبعد المصادر عينها ان يحصل اي تحول في السياسة العونية تجاه قائد الجيش حيث ان الطعن الذي قدمه، نواب “التيار الحر” الخميس الماضي، أمام المجلس الدستوري يشير الى ان الحملة متواصلة ومستمرة بمناسبة ومن دون مناسبة.
في المقابل ثمة رأي عوني يقول انّ العلاقة مع القائد باتت أقرب ما تكون إلى فتور، مع الحرص على عدم إنفجار الخلاف بين الطرفين، فيما هناك نظرية اُخرى تشير الى انه ليس هناك من خلاف او اشكال بالمعنى الشخصي مع عون بل الخلاف سياسي بإمتياز، يتمحور حول اسلوب تعاطي باسيل مع قائد الجيش الذي “لا ينصاع له” او يلبي طلبات الفريق الذي اوصل عون الى قيادة المؤسسة العسكرية.
على اي حال، باسيل يشعر بالخطر من حظوظ عون الرئاسية، على اعتبار انّ “قطف” مقعد بعبدا الرئاسي من امامه، سيقطع طرقات عدة على رئيس التيار.