“فاض الكيل” بموظفي مستشفى الحريري الحكومي فأعلنوا الإضراب يوم أمس الإثنين, بعد أن تعطلّت كافة الأقسام في المستشفى، وبدأوا منذ الصباح إضرابهم المفتوح، وأقفلوا قسم الطوارئ في المستشفى بعد التوقّف التام عن العمل والإقفال العام لأقسام عدة، وسط إهمال تام من وزير الصحة (المدير الفعلي للمستشفى) الدكتور فراس الأبيض الذي لم يسارع إلى وضع حل المستشفى على طاولة الطوارئ في مجلس الوزراء.
مرفق حيوي اليوم يفقد أدنى مقومات العمل فهل الهدف إقفاله؟ وما الأسباب الكامنة وراء تجاهل الوزير لمتطلبات العمل في المستشفى الذي لعب دوراً أساسياً في فترة كورونا وكان ملجأ لمن لا يجد سبيلاً للعلاج في مستشفيات خاصة.
في هذا السياق, يؤكد بسام عاكوم الناطق باسم موظفي مستشفى رفيق الحريري, أنه “بعد مرور فترة الأعياد وإلى اليوم لا يعلم متى يمكنهم تقاضي رواتبهم، ومنذ حوالي الـ 10 أيام توقف المختبر الذي كان يعمل بالمتاح عن العمل بفعل غياب الصيانة لمعدات، كما حال كافة الأقسام أيضاً حتى أن قسم الأشعة تعطل بالكامل، بحيت أصبحت قدرة استقبال المرضى في أدنى حدودها، والوضع أصبح مزرياً”.
ويوضح أن “الموظفين لم يعد باستطاعتهم التحمّل والصبر أمام الإنهيار المتزايد في المستشفى، ويكشف أنهم تواصلوا مع الوزير الأبيض منذ شهرين وطلبوا منه التدخل ولكنه اعتذر أكثر من مرة ثم اجتمعوا مع مدير عام وزارة الصحة الدكتور فادي سنان، وطرحوا أمامه ما يعانيه المستشفى من مشاكل، ولكن لم يتغيّر الوضع منذ ذلك التاريخ الى اليوم”.
ويذكّر بأن الموظفين سبق أن حذروا من الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم ولكن لم يتغير أي شيئ.
ويؤكد أن المستشفى توقّف تقريباً ولا يستقبل سوى الحالات الدقيقة مثل حالات العلاج الكيميائي وغسيل الكلى ويقول: أوقفنا كل الأقسام الباقية بانتظار الحلول لأنه لا يمكن للدولة أن تستمر بإدارة الظهر للمستشفى ولا يمكن التعامل مع الموظفين بإستخفاف بخصوص الأموال وتسيير العمل وفق روتين إداري وكان الوضع سليم.
ويوضح أن “الإضراب جاء بعد إقفال كل الأقسام ليرفع الموظفون الصوت ويسمع الجميع ماذا يحصل في هذا المرفق الهام فلو لم يفعلوا ذلك لما سمع أحد بما يجري فيه”.
ويلفت إلى أن “أبسط فحوصات الدم كانت تجري منذ 10 أيام خارج المستشفى كما أن نصف صور الأشعة تصور خارج المستشفى، والعمليات لا تعمل بأكثر من 5% من قدرتها بسبب الأعطال في المعدات داخلها التي تبقى بدون صيانة”.
ويكرر أن “الإضراب هو لرفض موت المستشفى بدون أن ينتبه أحد للأمر”.