إنتشر فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي يعود للنائب السابق فارس سعيد وهو يتناول مواضيع سياسة حساسة, ويذكّر بحال المسيحيين منذ 100 عام, عندما كان الحضور المسيحي فاعلاً فكان يجلس بشارة الخوري وإميل إده, وبنك سوسيته جنرال, والجامعة اليسوعية, ومدرسة عينطورة, وأوتيل ديو.
ويسأل من يجلس اليوم؟ لم يعد هناك حويك, ولم يعد هناك أحزاب وازنة, ولا حتى حضور مسيحي يستطيع الجلوس مع من يهندسون المنطقة من جديد.
ويشدد في الفيديو, على أنه يجب علينا كمسيحيين أن ندخل إلى هذه العروبة بشكل أن نكون مفيدين لها، وهو ما استدعى سؤال أحد الحاضرين كيف ذلك؟ ليجيب سعيد, “أولا بالتوقّف عن الحديث والقول أنه لا يمكن للمسيحيين العيش مع الإسلام, مذكراً بما يتم الحديث به على الشاشات على مدى سنتين “جربنا من 100 سنة نعيش مع الإسلام.. ما بينعاش”, معلقاً: كيف ذلك يا أولاد الأوادم؟ تريدون العيش عندهم, والعمل عندهم, وتأتون بالمال من عندهم؟ وتذهبون إلى الخليج, ووو..”.
ويرى أنه “بالعكس, طالما أن هناك يحي السنوار ومحمد الضيف وبنيامين نتنياهو, وقاسم سليماني وحسن نصرالله, من الواجب على المسيحيين أن يكونوا أبطال الدفاع عن الدولة المدنية, والدولة الوطنية في المنطقة, إلا أن الأحاديث طيلة النهار, سمير جعجع وجبران باسيل, وهذه الأحاديث لم تعد مفيدة”.
ويشدّد على أنه, “في ظل تركيب الطاولة في المنطقة لتقاسم البترول والغاز والمياه والسلاح والنفوذ والسياسة, على المسيحيين أن يفعّلوا ما بوسعهم للحفظ على مصالحهم وموقعهم عليها”.
ويقارن بين مفاهيم الدول المحيطة بلبنان وما يقوله زعمائها من يحي السنوار الى بنيامين نتنياهو إلى الإيراني وبين ما يريده اللبناني الذي يجب برأيه أن يكون واضحاً ويقول أنه مع حقوق المرأة, ومع الدولة الوطنية, ومع حقوق الإنسان, ومع الحرية والدستور.
هذا الكلام يؤكّد سعيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, أنه “حديث مسرّب وهو حوار مع من كان يشارك في الغداء في منزله، ويخفّف من أهميته لا سيّما أنه مجرّد جلوس إثنين مع بعضهما يعبّران عن القلق الذي يشعران به حول ما يجري وسوف يجري”، ويعتبر أن “القلق في الوسط المسيحي اليوم هو حول المصير والمستقبل ولا يقل عما كان خلال الحرب”.
وهذا الكلام كان موجهاً إلى المشاركين ولم يكن معداً للنشر، ولكنّه لا يخفي لومه الأحزاب والقوى المسيحية والكنيسة والجامعات والمجتمع المدني المسيحي، مؤكداً أن كافة القطاعات تنهار اليوم.
ولا يخفي سعيد, أنه “يعاد اليوم تركيب المنطقة من جديد مع مهندسين جدد، والكلام كان حول كيفية العودة إلى طاولة المفاوضات لنكون كمسيحيين جزءاً من مستقبل هذه المنطقة”.
وفي الختام, يرى أن “المشكلة ليست مشكلة نظام بل مشكلة سلاح يعطّل تنفيذ الدستور في لبنان”.
