كسر جليد وبناء ثقة… حدث كبير في السياسة “الباردة” الاثنين!
لا شك أن العلاقة بين الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار المردة تتقدّم رغم الركود السياسي في زمن الحرب من غزة إلى الجبهة الجنوبية، والمسار الطويل الذي بدأ يتبلور منذ اللقاء الأول الذي جمع نائب الاشتراكي وائل أبو فاعور مع مسؤولين من تيار المردة سيتوّج يوم الإثنين المقبل بلقاء يجمع الرئيس السابق للإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
ماذا سيحمل اللقاء من إضافات إلى المشهد السياسي؟ وما مدى تأثيره في حسم ملفات جدلية؟
ويوضح الباحث في الشؤون السياسية وسيم بزي لـ “ليبانون ديبايت”, أن “هذه الزيارة هي تتويج لمسار طويل بين المردة والحزب الاشتراكي، وهذا المسار مكوّن من عدة خطوات وتحركات حدثت خلال الأسابيع الماضية”.
ويشير إلى أن “أهمية هذا المسار تقوم أولاً على حرص الطرفين في بناء عناصر ثقة بينهما، وقد كرسوا هذا الأمر في لقاءات بدأت بين النائب وائل أبو فاعور في بيروت وبين مسؤولين من تيار المردة، ليستمر المسار بلقاء بين النائبين تيمور جنبلاط وطوني فرنجية ورفعوا من مستوى التلاقي بلقاء جمع النائب جنبلاط في بنشعي مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ليتوج المسار “الطموح” يوم الاثنين بلقاء يجمع وليد جنبلاط وسليمان فرنجية”.
وأهداف هذه اللقاءات كما يصنفها بزي: “كسر الجليد، بناء عناصر الثقة، إدارة حوار بين الطرفين، والبحث عن المصالح المشتركة مثل موضوع رئاسة الأركان لأن الحزب الاشتراكي يريد من فريق سليمان فرنجية تأمين النصاب لجلسة مجلس الوزراء المتعلّقة بتعيين رئيس الأركان في حال انعقادها، كما أن فرنجية يريد ثمناً سياسياً في المقابل”.
ويعتبر أن “هذا التتويج يوم الإثنين هو لحظة ذروة أمّنتها العناصر السابقة، ولكن يجب أن نستكشف إذا كان هناك من تغيير جذري بموقف الحزب الإشتراكي من موضوع فرنجية والرئاسة أو مجرد بناء علاقة إيجابية بمعزل عن موقف الحزب الإشتراكي من ترشح سليمان فرنجية”.
ويجزم بأن “خيار الإشتراكي معروف بالنسبة إلى قيادة الأركان وهو العميد حسان عودة، وبما أن طرفين ممثّلَين في مجلس الوزراء فهذا يسهل الأمور”.
ويكشف أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري لعب دوراً في كسر الجليد بين الطرفين، ويمكن اعتبار هذه الخطوة المتدرجة التي وصلت للقمة حدث كبير في الحياة السياسية الباردة في هذه الأيام مع الطقس البارد واستقطاب غزة للأنظار”.
ويصف هذا الحدث بالحجر الكبير الذي يرمى في المياه الراكدة ، ولكن السؤال يبقى “إلى اي درجة بإمكان جنبلاط وفرنجية يجعلوا من هذا التلاقي عميق لدرجة يمكن أن يستثمر بالتوازنات الرئاسية حينما تعود الحلقة السياسة الى الدوران بعد اللقاء؟”.