رأى النائب السابق نبيل نقولا، أن “السبب الحقيقي وراء إستبعادي من التيار الوطني الحرّ غير معروف بالنسبة لي، أما السبب المعلن فهو أني لا أحضر جلسات المجلس السياسي علمًا أني غير مجبر على حضورها”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال نقولا: “ما يدفعني إلى عدم الحضور، هو المواضيع المطروحة داخل الجلسات، والتي لا تهم الناس فعلاً، وهي في معظمها سياسية تتركز على المحاصصة والتعيينات، ولا تشبه المواضيع التي دفعتني كي أكون من مؤسسي التيار”.
وتابع، “خلال موسم إنتخابات العام 2018، أنا مَن قرر الإنسحاب لصالح زملائي، خصوصًا وأن القيادة الحزبية كانت ترغب أن يكون لكل طائفة مسيحية في دائرة المتن ممثل، وقد وقفت إلى جانب زملائي ودعمتهم لأن ما يهمني هو الفكر وبناء الدولة”.
وأشار إلى أن “الرئيس ميشال عون هو معلمي وأستاذي، وأنا لا أطعن بالظهر ولا أحيد عن الأفكار التي بنيناها مع الرئيس الذي كان يدعونا إلى تنمية الحس النقدي لدينا، وأنا مع خطه وليست مع سواه، وكل رئيس حزب يصل إلى المسؤولية يحاول أن يحيط نفسه بمن يؤيده”.
وإعتبر أن “قائد الجيش جوزاف عون لم يخطئ وطنيًا، وقد حافظ على وحدة المؤسسة العسكرية، وعلاقته الشخصية مع البعض لا تعنيني، فلو أخطأ وطنيًا في فترة حكم الرئيس عون لكان أقيل، لماذا الحملة ضده الآن عندما خلت سدّة الرئاسة وبوجود حكومة غير شرعية؟ والطريقة الأسلم هي إنتخاب رئيس للجمهورية يقرر تعيين من يراه مناسبًا”.
وأوضح أنه “داخل المجلس السياسي للتيار الوطني الحرّ، هناك خلاف في وجهات النظر، منهم من يصمت ومنهم من يحاور ويناقش، وحاليًا جميع الأفكار معلبة وتهدف إلى السيطرة على السلطة والحكم، علمًا أن الهدف يجب أن يكون بناء الدولة”.
وأكد على أن ” التيار لم يخطئ بتفاهم مار مخايل، ولكن بالممارسة، لم نصل بهذا التفاهم إلى تحقيق مبدأ بناء الدولة، أما إتفاق معراب فأنا لست معه لأنه منذ البدء غير قائم على مبدأ بناء الدولة، إنما على تقاسم الحصص، وأنا مع جميع التفاهمات بين اللبنانيين، وسياسة النائب جبران باسيل أيضًا لا تهدف إلى بناء الدولة إنما تهدف إلى الوصول إلى السلطة، وخطر الزوال الحالي ليس فقط على التيار إنما على لبنان باكمله”.
وشدد على أن “مجموعة تراكمات داخل الدولة اللبنانية، أدت إلى فشل عهد الرئيس ميشال عون، والخطأ لم يكن عنده ولكن عند الذين عينهم من حوله، لقد أُهين ولم يُدافع عنه أحد، وفشل نوابه ووزراؤه في بناء الدولة، وأنا اليوم سعيد لأني خارج السلطة وأستطيع أن أعبر جهرًا عمّا يدور في خاطري”.
وخجل نقولا من كوننا دائمًا “نحتاج إلى لجان خارجية كي تنتقي لنا رئيسًا، هل نحن قاصرون؟ وأنا أقترح أن نعدّل الدستور اللبناني بحيث يُنتخب الرئيس العتيد قبل شهرين من إنتهاء ولاية الرئيس الحالي، وفي حال لم يحصل، ينتخب من قبل الشعب مباشرة لدى إنتهاء الولاية، كذلك يجب وضع مهلة لإستشارات تأليف الحكومة بحيث لا تتعدى الـ 15 يومًا”.
وأضاف، “الكل معرقل إذ لا أكثرية حاسمة لأية كتلة داخل المجلس، فليتفضلوا إلى الجلسات ولينتخبوا رئيسًا، وإن لم يحصل من الدورة الأولى فمن الثانية ومن دون اللجوء إلى التعطيل، وما يقوله الرئيس نبيه بري حول ضرورة الإتفاق قبل الذهاب إلى المجلس غير ديمقراطي”.
وتساءل، “لماذا لا يرشّح التيار أحد أعضائه؟ لماذا لا يكون مثلاً النائب إبراهيم كنعان؟ لماذا لا تعطى قيمة لهذه الشخصيات داخل التيار؟ لماذا جهاد أزعور وما هي مواصفاته؟ ولماذا لا يكون القائد جوزاف عون مثلاً الذي حافظ على وحدة الجيش، وبالتالي يمكنه المحافظة على وحدة الوطن؟ أنا لا أرى مانعًا من وصوله”.
وأردف قائلاً، “أما إذا أردنا إبعاد حلم الرئاسة عن قادة الجيش، لابد لنا من تغيير طائفتهم كي يكون القائد مسيحيًا غير ماروني، وبالتالي نحيّده عن بزار السياسة الوسخة في لبنان”.
وختم النائب نقولا بالقول: “الحكومة الحالية هي حكومة أمر واقع، لا يحق لها التدخل في تركيبة الدولة، والجميع مسؤول عن عدم إنتخاب رئيس، ونصاب الثلثين هدفه الحصول على مزيج لبناني متكامل يشارك في إنتخاب رئيس”.