جوني منير في تسريبات “سرية”: هؤلاء سينتشرون.. ودمار في الجنوب!

رأى الكاتب السياسي جوني منيّر أن “هناك تقلبات كثيرة في المنطقة لأنها في مرحلة إعادة صياغة، وكل طرف يحاول إثبات حضوره ليحجز لنفسه مكانًا على الخارطة السياسية الجديدة، وللأسف إعادة الترسيم هذه تحصل على نار غزة الحامية”.

وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال منيّر: ” تحاول إيران من خلال الضربات التي وجهتها إلى داخل العراق وسوريا، القول أنا أملك أوراقًا قوية كبرى في العراق وسوريا، وانا قادرة وأريد أن أتواجد على طاولة التسوية في سوريا”.

وإعتبر أن “الضربة على باكستان كانت لافتة، إعتبرها البعض زلّة قدم، وفي باكستان مكون شيعي يتلقى هجمات من القاعدة أو داعش، ومن المنطق أن هذا المكون يملك علاقات مع إيران التي تعرف أن ردة فعل الدولة الباكستانية لن تذهب بعيدًا بسبب حساسية الداخل، ولكن في الوقت عينه ينتمي الباكستان إلى البيئة السنية المتطرفة”.

وتابع، “السؤال هو، هل سيؤدي ذلك إلى صراع كبير بين إيران وباكستان؟ قد لا نذهب إلى صراع كبير، ولكن الأمور لن تبقى باردة، وسترفع مستوى التوتر الذي يتمناه كثيرون، لأن إيران ستضع جزءً من إهتمامها على حدودها الشرقية، مما سيخفف من إندفاعها غرباً في إتجاه المتوسط والعالم العربي”.

ولفت إلى أن “أحد جوانب الخلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل هي موضوع ضرب المفاعل النووي الإيراني، وكان ينقص الإسرائيليون مسألتين هما، قنابل خارقة للتحصينات، وقد حصلوا عليها حاليًا في حرب غزة ولكنها تستعمل تحت إشراف أميركي، وإمكانية تزويد الطائرات بالوقود في الجو، وهذه الإمكانية لم تعطها أميركا لإسرائيل”.

وكشف أن “هناك إتهامات دائمة للحزب الديمقراطي أنه يراهن على الإيرانيين وعلى دورهم في الشرق الأوسط، وهذا ما يؤجج الخلاف الأميركي مع اليمين الإسرائيلي، ولكن حتى عندما كان الرئيس دونالد ترامب في الحكم كان هناك حد للصراع مع إيران رغم إغتياله لقاسم سليماني”.

وأضاف، “كشفت حرب غزة هزالة الجيش الإسرائيلي البرًي، من قوات في الخدمة وقوات إحتياط ، خاصة العناصر الشابة منها، وهذا الجيش لا يتكل إلاّ على قوته التكنولوجية التدميرية، كذلك فإن الفلسطينيين بحاجة لمن يردع لهم إسرائيل، والدول العربية ردودها كانت خجولة، كما تبين أن جميع الفرقاء لديهم شيئ ما يحدهم، وهذا ما أعطى لأميركا ثقة بالنفس زائدة كي تفرض ما تريده”.

واشار إلى أنه “في موضوع الضربات على اليمن، هناك علامات إستفهام كبيرة لدى دول الخليج، إذ أن القوة البحرية الأميركية الكبرى التي وصلت إلى المنطقة لا تتناسب مع الرد الضعيف الذي حصل تجاه الحوثيين، كذلك تبين أن موضوع الغارة على المواقع الحوثية تسرب مسبقًا، الأمر الذي لم تنكره وزارة الدفاع الأميركية متهمة البريطانيين بالتسريب، وبالتالي ما حصل يقوي الحوثيين ولا يضعفهم، تمامًا كعملية العام 2006 المبتورة تجاه لبنان والتي أدت إلى تقوية حزب الله”.

وأردف بالقول، “قد برز رأي في دوائر الدراسات الأميركية يميل إلى تقسيم اليمن إلى قسمين يمن شمالية ويمن جنوبية على غرار تقسيم كوريا، وهذا ما يقلق دول الخليج التي تتخوف من لعبة ما في الخبايا”.

وفي نظرة إلى ما بعد الحرب أكد منيّر أن “نفوذ حركة حماس سيتراجع في غزة ولكن سترتفع شعبيتها في الضفة وفي مخيمات الشتات وفي الساحات العربية، وتركيبة حماس العسكرية هي إيرانية في حين أن التركيبة السياسية متواجدة قياداتها في قطر، فكيف سيتم الإستثمار بها؟ وقد نجد خلاية لحماس شبحيّة على مستوى الشارع العربي تقوم بعمليات عنفية تجاه الأنظمة العربية”.

وأوضح أن “وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلنكن، حاول في زيارته الأخيرة للمنطقة إفهام الإسرائيليين أنه من المستحيل إنهاء حماس بالطرق العسكرية، وبالتالي يجب عليهم إنهاء الحرب مقابل التطبيع مع السعودية التي ستعيد إعمار غزة، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتبر واليمين المتطرف معه، إن هذه الحرب تشكل فرصة تاريخية للتخلص من الفلسطينيين وترحيلهم إلى مصر والأردن، الأمر المستحيل تحقيقه، وبالتالي كان الرد سلبيًا وتم التوافق فقط على عدم الإقدام على شن حرب على لبنان من دون موافقة الولايات المتحدة”.

وأكمل، “من المرجح أنه لن تحصل حرب واسعة على لبنان، ولكن حرب الإستنزاف ستؤدي إلى دمار كبير في الجنوب، والتفوق التكنولوجي الإسرائيلي قد يؤدي إلى أستعادة حرب الإغتيالات في لبنان”.

وختم منيّر بالإشارة إلى أن “التسوية قد تبدأ عبر تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة تسير في مؤتمر للسلام، وعلى لبنان في هذا الوقت أن يكون جاهزًا عبر إنتخاب رئيس للجمهورية يشارك بالمؤتمر، لذلك دخلت السعودية على خط الإستحقاق الرئاسي للمرة الأولى، وهذه إشارة إيجابية، وستكون مسألة أشهر معدودة قبل تبلور الحلول، وعندما يقترب الحل في غزة سنشهد الإنتخاب، ونحن بحاجة إلى دولة قادرة على إنهاض البلد، وسيكون هناك دور أكيد للجيش اللبناني وتعزيز لقدراته، وطبعًا ستحصل تطمينات لحزب الله”.