بعد أشهر من المعاناة، إرتفعت فيها أصوات المواطنين غضباً واستياءً ولم تتوقّف فيها الإتصالات واللقاءات بمختلف الاتّجاهات الرسمية والشعبية والأهلية، توصّلت بلدية صيدا إلى حلّ لمعالجة مشكلة النفايات المتراكمة في شوارعها وأحيائها، على أمل أن تعود إلى سيرتها الأولى من النظافة.
وتضمّنت الخطّة خطوتين متلازمتين، الأولى: موافقة مجلس الوزراء على أن يشمل العقد المتعلّق بأعمال جمع النفايات ونقلها القائم بين مجلس الإنماء والإعمار وشركة معوّض، مدن اتحاد بلدية صيدا -الزهراني وقراها، وذلك بشكل استثنائي لمدّة ثلاثة أشهر، حيث باشرت الشركة بالكشف على المنطقة وإجراء المسح تمهيداً لتوزيع المستوعبات بالتنسيق مع البلدية وتأمين المعدّات للمباشرة بالعمل مطلع الأسبوع المقبل.
تزامناً، يواصل مجلس اتحاد بلديات صيدا الزهراني العمل من أجل إيجاد حلّ دائم لمشكلة النفايات، عبر تلزيم شركة متخصّصة للقيام بأعمال جمع النفايات ونقلها، ولإنجاز ذلك، قرّر إجراء مناقصة عمومية جديدة وذلك ضمن الأصول والأحكام والأنظمة المرعية الإجراء.
الخطوة الثانية: توجيه بلدية صيدا (16 كانون الثاني 2024)، إنذاراً إلى معمل معالجة النفايات IBC بوجوب الإلتزام والتقيُّد بالبنود والشروط التعاقدية كافّة وإتمام الإصلاحات والتجديدات الضرورية في المعمل بما ينسجم مع تقرير وزارة البيئة، وذلك ضمن جدول زمني فوريّ وقريب، وتزويد البلدية بخطة تفصيلية لماهية الأعمال المنويّ إنجازها خلال الأشهر الستة المقبلة مع آلية مراقبتها والإشراف عليها وتحت طائلة اتّخاذ كلّ الوسائل القانونية لحماية حقوق المدينة ومصالح أهلها.
ووفق المعلومات، فإنّ البلدية أبلغت مدير الشركة بتشكيل لجنة مشتركة بين بلدية صيدا والمجتمع المدني لمراقبة عمليات رفع النفايات ميدانياً ومراقبة معمل النفايات والإشراف عليه ورفع التوصيات اللازمة في هذا الشأن إلى بلدية صيدا.
بين الخطوتين، أكد رئيس البلدية الدكتور حازم بديع أن «المجلس البلدي يجدّد التزامه التام بالاستمرار في تنفيذ الخطة البديلة للمدينة بدعم من صندوق التكافل وأصحاب المبادرات الطيبة والكريمة وذلك لجمع النفايات ونقلها من مدينة صيدا لحين بدء شركة معوَّض بعملها وفقاً للعقد القائم مع مجلس الإنماء والإعمار. إجراء الصيانة اللازمة للآليات العائدة للبلدية وشراء تجهيزات جديدة ضرورية لتنفيذ كامل بنود الخطة البديلة. ضبط المخالفات وملاحقة وتوقيف نكيشة النفايات. المباشرة بكنس شوارع المدينة وأحيائها بشكل يومي، على أن تدعم اللجنة المشكلَّة من البلدية والمجتمع المدني تنفيذ الخطة البديلة وتجري اجتماعات دوريّة لتحديد وتطوير تفاصيل الخطة المذكورة وسبل تمويلها».
وأوضح بديع أن الخطة التي قامت إدارة المعمل بتحضيرها من أجل تنفيذ الإصلاحات والتحسينات المطلوبة في المعمل تمتدّ خلال فترة ستة أشهر ووضع وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين في أجوائها، وسلّمه نسخة من كتاب إنذار البلدية الموجّه إلى إدارة المعمل، ونسخة من خطة الإصلاحات التي تسلّمها من إدارة المعمل، منوّهاً باللقاء الذي عقده رؤساء اتحاد بلديات صيدا- الزهراني مع وزير الداخلية بحضور محافظ الجنوب منصور ضو، معتبراً أنه مؤشر إيجابي على إتمام ملف النفايات في مدينة صيدا، وإنجاز مناقصة جمع النفايات خصوصاً بعد أن تمّ وضع دفتر شروط جديد تمّت الموافقة عليه.