يشهد سعر صرف الليرة مقابل الدولار فترة استقرار هي الأطول منذ بدء الأزمة في عام 2019، إلا انه يقف اليوم على مفترق طرق. ففيما بات من المؤكد ان منصة “بلومبرغ” ستبصر النور قريباً في لبنان، يبقى مصير سعر صرف الدولار مقابل الليرة مجهولاً اذ تتضارب التحليلات بين من يتوقع ارتفاعات كبيرة لسعر الصرف وفقاً لقاعدة العرض والطلب وبين من يتوقّع إستقرار أو إنخفاض يرتكز على سياسات مصرف لبنان.
وفقاً للخبير في الأسواق المالية د. فادي غصن “الإستقرار الذي يشهده سعر الصرف ليس بفعل عوامل السوق. فعلياً، ما نشهده هو ثبات لسعر الصرف أكثر من إستقرار”.
واعتبر غصن في حديث لموقعنا Leb Economy أن “هناك تدخل بالسوق من قبل مصرف لبنان، إما شارياً أم بائعاً ليحافظ على الثبات في سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، بحيث أننا لا نلحظ أي تحركات بسعر الصرف”.
وأكد على أن “منصة بلومبرغ ستظهر حجم الطلب على الدولار وعمليات بيع العملة الصعبة، فتتضح الأمور وبالتالي في حال كان المطلوب بالمستقبل تعويم العملة سيتحدد السعر في السوق بشكل أوضح وأكثر شفافية”.
وإذ لفت غصن إلى أنه “سبق وكان هناك وجود لتطبيقات تحدّد سعر صرف الدولار ولم يكن معروفاَ من يتحكم بها”، أشار إلى أنه “عبر منصة بلومبرغ سيتحدد سعر الصرف في السوق بفعل الطلب على العملة الصعبة أو الليرة اللبنانية مقابل الكمية المعروضة في السوق”.
وقال غصن أن “منصة بلومبرغ لن تساعد في ضبط سعر الصرف في السوق بقدر ما هي لإضفاء الشفافية في سوق القطع، فمنصة بلومبرغ ستظهر كمية طلب وعرض الليرة، وبناءاً عليها يتحدد سعر الصرف في السوق”.
وفي ردٍ على سؤال حول إمكانية إرتفاع سعر صرف الدولار في حال توقف مصرف لبنان عن التدخل في السوق مع وجود منصة بلومبرغ، إعتبر غصن أن “إرتفاع أو إنخفاض سعر صرف الدولار لن يعتمد على منصة بلومبرغ بقدر ما سيعتمد على كميات العملة الأجنبية التي ستدخل إلى لبنان أو ستخرج منه في الفترة القادمة”.
ولفت إلى أنه “دخول كميات كبيرة من العملة الأجنبية إلى لبنان سيصب في مصلحة الإقتصاد والليرة، أما في حال خروج كميات من العملة الصعبة إلى خارج لبنان ستكون الليرة في مأزق”.
ووفقاً لغصن “دور مصرف لبنان سيكون مقتصراً على الحفاظ على إستقرار سعر الصرف، حيث يتدخل المركزي في حال وجود أي خضات طارئة وآنية بالنسبة لليرة، ولن يكون ذلك لتحديد سعر الصرف أو تثبيته على المدى الطويل”.