أكّد الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, بأن “القرار من اللجنة الخماسية إتُخذ من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية واللجنة الخماسية ستشهد صولات وجولات كبيرة من أجل الوصول إلى النتائج المتوخاة بعدما بات هناك تناغم وإجماع من سائر مكونات اللجنة لا سيّما الولايات المتحدّة الأميركية”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “ثمّة معلومات موثوقة, تشير إلى أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين قد ينظم إلى أعمال هذه اللجنة مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون لأجل بلورة كل ما يحيط بالإستحقاق الرئاسي بصلة, وليس بمقدور أي طرف لبناني ان يعطّل هذا الإستحقاق, لأن هذه المنظومة إكشفت, ولا تريد إنتخاب رئيس ولا تشكيل حكومة ولا بناء مؤسسات, ولصالحها بقاء البلد كما هو, وخصوصاً هذه الأحزاب التي أفلست بعدما نهبت الدولة ولم يعد فيها من شي”.
وأضاف, “من هنا ثمّة مرحلة جديدة لم تأتِ على بياض, بحيث الحرب مستمرة في غزة, والجنوب, وهناك من يسأل كيف ينتخب الرئيس في ظل هذه الحرب, إلا أن وفق معلومات العريضي, بأن الأمور باتت مؤاتية لانتخاب الرئيس, والممكلة العربية السعودية هي من يقود هذه المرة كل أعمال اللجنة الحماسية في إطار هذا التوافق بدليل أنه ومنذ عودة السفير السعودي في لبنان وليد بخاري, كان له دور كبير لا زال مستمراً لهذه الغاية”.
وتابع, “على هذه الخلفية سنشهد أكثر من لقاء للسفير بخاري مع مرجعيات سياسية وروحية إلى مشاركته في أعمال اللجنة الخماسية وعندها سيأتي الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت بعد زيارة إلى الرياض والدوحة, وحيث سيلتقي بالموفد القطري أبو جاسم دون إغفال تواصله الدائم ولقائه مع مستشار الديوان الملكي السعودي نزار العلولا”.
أما هل من اسم يحمله لودريان؟ يؤكّد العريضي, بحسب مصادره أن “قطعاً لا, إلا أن هناك مواصفات ومقاربات, وصيغة جديدة ستكون واضحة جداً, ووفق معلوماته بأن لودريان قد يعقد مؤتمراً صحافياً إلى جانب أعمال سفراء اللجنة الخماسية, أو صدور بيان يشير إلى خارطة طريق, بمعنى المواصفات التي ستنطبق على المرشّح الرئاسي, إنّما لا شيء جديد فالأسماء لم تكن خارجة عن ما هو متدوال, وتحديداً قائد الجيش العماد جوزاف عون, إضافة إلى مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري”.
وأشار إلى أن “الساحة الداخلية شهدت تحرّك في الساعات الماضية للنائب غسان سكاف, بعد لقاء مع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي, والمطران إلياس عودة, وبالتالي نقل بأن أسماء الراعي ولائحة سكاف لم تتبدّل أي الوزير السابق زياد بارود, والرئيس الفخري لجمعية خريجي هارفارد حبيب الزغبي, وسواهم, لذلك الأمور باتت واضحة ومحسومة في الإستحقاق الرئاسي”.
وعن ما يحيط بحراك اللقاء الديمقراطي والحزب الإشتراكي, وجولاتهم, أكد العريضي أنه “لا يمكن أن يغرّد أي طرف خارج سرب القيادات الدرزية الأخرى, ومن هذا المنطلق ما جرى في الساعات الماضية من هذا الحراك, إنّما يؤكّد على وحدة الصف الدرزي وتحديداً لقاء خلدة”.
حيث عُلم وفق العريضي, أنه “كان هناك مداخلة للوزير السابق صالح الغريب تحدّث خلالها عن شؤون وشجون الطائفة الدرزية واتفق على مواصلة البحث بعد هذه المداخلة الشاملة, واعتبرت بمثابة خارطة طريق للوضع الدرزي الوطني لانتخاب الرئيس بعيداً عن الأحقاد السياسية”.
وفي إطار آخر, كشف العريضي أن “تواصلاً جرى بين رئيس اللقاء الديقراطي النائب تيمور جنبلاط, والوزير السابق وئام وهاب الذي له دوره وحضوره, وعلى هذه الخلفية قد يكون هناك زيارة للوزير وهاب من قبل الحزب التقدمي الإشتراكي واللقاء الديمقراطي وكل ذلك يصبّ في إطار وحدة الصف الدرزي والوطني, بمعنى أن يكون هناك حفاظ على مصالحة الجبل وأمنه واستقراره, وبات الوضع الدرزي بعيداً عن الحساسيات الداخلية السابقة ويتخطّاها إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير”.
أما حول الحرب في غزة والجنوب, إلى أين؟ أجاب العريضي بصراحة متناهية: “هناك أجواء لا تبشّر بالخير, فالقرار متخّذ بالتصعيد, وما حصل من اغتيالات وسبق وأشرنا إليها, إنّما هو ضمن النهج الإسرائيلي, الذي لها تاريخ بهذه الإغتيالات من بيروت إلى سوريا وتونس والجزائر وباريس”.
وتابع, “لذلك أي طرف ستراه إسرائيل ستصطاده والأمر العين لحزب الله الذي يقصف في العمق الإسرائيلي ويصطاد قيادات في الجيش الإسرائيلي, وبمعنى آخر أن إسرائيل تحاول من خلال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو إرضاء الرأي العام الإسرائيلي من خلال هذه الإغتيالات وتوسيع رقعة القصف”.
وتوقّع العريضي, “تصعيداً مجنوناً في الأيام المقبلة لأن أي تسوية لانتخاب الرئيس أو الوصول إلى حلول, لا تأتي على بياض, وكيف لا؟ والأمور لم تنتهِ بعد, فغزة لا زالت تقاوم من خلال حماس, وأيضاً في الجنوب هناك مقاومة والأضرار كبيرة وهناك دمار شامل, وما تحدّث عنه رئيس مجلس الجنوب هاشم حيدر, الذي يقول لا يمكن الوصول إلى إحصاءات طالما الحرب مستمرة, لكن مجلس الجنوب إلى جانب أهله بكل عائلاتهم في العمق الجنوب, وعندما تنتهي الحرب لن يقصّر بدوره على الإطلاق”.
وخلُص العريضي, بالقول: “ما أتوقّعه في الأيام القادمة, التصعيد ثم التصعيد للحصول إلى تسوية, ولا أحد يدرك وقت هذه التسوية, لا سيّما ان هناك حرب استزاف, وبمعنى آخرثمّة خط بياني من لبنان إلى سوريا واليمن وفلسطين, ولبنان يعتبر الحلقة الأضعف, لذا نتوقّع كل شيء واللعبة مفتوحة على كافة الإحتمالات”.