مواصفات ومهام لا بدّ للرئيس أن يتمتع بها…على من تنطبق؟
تنشط الدول الخماسية عبر سفرائها في لبنان لدفع اللبنانيين الى ملء الشغور الرئاسي الذي تخطى السنة وثلاثة اشهر من الفراغ. وفي وقت اكدت انها غير معنية بطرح او تزكية اسماء لمرشحين لرئاسة الجمهورية تاركة للبنانيين ان يتوافقوا على اي شخصية يختارونها حيث لا فيتو من قبل مسؤولي اللجنة وقياداتها على اي مرشح، علم ان هذا الموقف يشكل دعوة غير مباشرة للفاعليات السياسية والنيابية في لبنان للدخول في حوار في ما بينهم لبلوغ هذا التوافق، فمن دونه لا حل ولا رئيس للبلاد، علما ان التوافق يتطلب حوارا وان فكرة الحوار غير مستساغة من قبل بعض افرقاء الداخل كون مبدأ الحوار مرفوض لدى بعض الجهات اللبنانية المعنية بالاستحقاق. فكم من دعوة الى هذا الحوار اطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري وكان مصيرها الفشل وعدم التجاوب. لذا وبناء على الرفض السابق للمبادرات الحوارية وعلى مواقف الاطراف التي لم تتبدل من الحوار وضرورة التوافق فإن فكرة اجراء حوار بين اللبنانيين تبدو مستحيلة في الداخل حتى انها لا تبدو ميسرة من قبل الخارج، باعتبار ان الملف اللبناني ليس اولوية لدى أي من الدول، وتبعا لذلك سنبقى في الدوامة نفسها.
النائب السابق لرئيس المجلس النيابي ايلي الفرزلي يقول لـ”المركزية” في السياق، حسنا فعلت الخماسية بالقول ان لا اسماء لديها للرئاسة ولا فيتوات. بهذا الموقف تجنبت التدخل في الشؤون اللبنانية وتركت للبنانيين التقرير، مؤكدة اهمية الحوار لبلوغ ذلك. على ما يقال، يبدو ان الكنيسة القريبة ما بتشفي. فقد سبق لرئيس المجلس النيابي نبيه بري ان دعا للحوار اكثر من مرة، اخرها المبادرة التي اطلقها في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر، الرامية الى حوار او تشاور لسبعة ايام تحت قبة البرلمان قبل الذهاب الى جلسة بدورات مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية وتصاعد الدخان الابيض. للاسف هناك من يريد الانتخاب بمفهومه المغاير وقوامه حوار من دون اسماء يستبطن استبعاد رئيس تيار المردة المرشح سليمان فرنجية والاتيان بآخر توافقي على غرار حكومة الوحدة الوطنية. مكبل اليدين وللجميع حصة فيه.
ويتابع: الطريق الاسلم لنجاح العهد المقبل تبدأ بالبحث عما اسمته الخماسية مهام او مواصفات الرئيس العتيد. دونها يستحيل ان يحكم . يفترض ان يكون مؤمنا بالدستور وبالطائف، ملتزما بقسمه، راغبا في بناء المؤسسات، حريصا على تطبيق القانون، قادرا على ادارة النقاش حول مسألة السلاح والعلاقات مع سوريا والدفع بمفاوضات لتثبيت الحدود الجنوبية والشمالية اضافة لايجاد حل لقضية النازحين السوريين، اعادة تفعيل العلاقات العربية خصوصا مع السعودية، والا يكون لبنان على ما جاء في الدستور ممرا او مقرا لاحد.
ويختم: هذه المهام التي يفترض ان يجمع عليها الفرقاء والتفتيش عن الشخص القادر على تنفيذها وانتخابه ليكون شريكا الى طاولة المفاوضات التي ستعقب الحرب على غزة، ولبنان معني بها جنوبا ربطا بمسعى الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين.