عندما “يستنغصون” على جمهور الحريري فرحة العودة!

قال سعد رفيق الحريري كلمته في 24 كانون الثاني 2022، و “مشى” مع عائلته الكبيرة في “تيار المستقبل”، في تعليق العمل السياسي “التقليدي”، وترك للناس أن تقول كلمتها، بعدما سمع صوتها، واستجاب لإرادتها، ولبى رغبتها في “تغيير” لم يرتق إلى تطلعات ثورتها الصادقة، إنما تقاطع مع مصالح من ركبوا موجتها، وأصبحوا بأغلبيتهم “نوائب” على الأمة لا نواب عنها.مر ما يزيد عن سنتين. ذاب كل الثلج، وبأن كل المرج، ولم يستطع أحد ملء ما تركه سعد الحريري من فراغ، فأصاب بمن كان يريده، مقتلًا.

الزمن غير مؤات لنبش دفاتر قديمة، لم تستطع، بكل “أيامها السود”، النيل من “الحريرية الوطنية”، ولا من حامل أثقال أمانتها، الذي تحمل في سبيل الحفاظ عليها، ما لا تتحمله جبال، وآثر، بعد مراجعة شجاعة قل نظيرها في الحياة السياسية اللبنانية، الرجوع خطوة إلى الوراء، في مرحلة لم ير فيها أي “فرصة إيجابية” للتقدم إلى الأمام، بالاستناد إلى سؤال ظل يطرحه على نفسه في كل مفصل: “ماذا كان ليفعل رفيق الحريري؟” ويبني على جوابه كل مقتضى، بالقراءة في كتاب تجربته الوطنية، الحافلة بإنجازات أبقاها تحت سقف “ما حدا أكبر من بلده”، وبصون إرث علاقاته العربية والدولية، التي سخرها في خدمة بلده، وبالاقتداء بقيمه الإنسانية والعربية والأخلاقية، التي دفع في سبيلها أغلى الأثمان، ولم يحد عنها، أو يبدل فيها تبديلًا.قد تكون “البصيرة”، كما “اليد القصيرة”، قد خانت البعض، في ما ذهبوا إليه من ممارسات ضد “الحريرية الوطنية” ومحاولات لإلغائها، كما خذلت البعض الآخر في الترويج لانتهاء مكانتها، أو زعامة حامل أمانتها، و “اللهاث” وراء وراثته، وهو “حي يرزق”، لكن “كبر الوفاء”، كما “الصبر الكبير”، لم يضع بوصلة “الجمهور الأصيل”، الذي وضع كل ذلك في وجهته الصحيحة، وأقفل عليه، وكان أكبر، ولا يزال، من كل “تقية” و “ظلم” و “تكبر”، على قاعدة “لن ننسى”، ولكن “لن نحقد”.من حق هذا الجمهور الأصيل، أن يفعل ما يشاء اليوم، من أجل دعوة، لا مناشدة، زعيمه للعودة، كما يحلو له، ولو كان بعض “الممتعضين” يعتبر حراكه “تطبيلا” و “تزميرا”، وعاد، كما “حليمة”، إلى “عادته القديمة”، يسخر إعلامه وكتابه ” غاب الطلب”، في محاولات يائسة وبائسة، كنا افترضنا أنه اقتنع، بعدما ارتدت عليه سلبا مرات ومرات، أنها لا تجدي نفعا مع جمهور عريض، قابض على وعده وعهده لسعد رفيق الحريري، ومع تيار ثابت على رسالته والالتزام بقيادته، ومع قامات وشخصيات تحطمت على صخور وفائها ونبل أخلاقها، كل مشاريع النفاق والتسلق والغدر والإلغاء والظلم.كل من موقعه فعل فعله طوال ال 19 سنة الماضية، جمهور وتيار وقامات وشخصيات، وما زال يفعل الكثير في الحفاظ على أمانات رفيق الحريري الغالية، وأغلاها سعد.واليوم، المسؤولية أكبر من أي وقتا مضى، في بلد يفتقد لسعد الحريري واعتداله ومشروعه الوطني والعربي، لفعل المزيد، في أي زمان ومكان يرتئي، وليس ثمة من مكان أنسب من ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في وسط بيروت، وليس ثمة من زمان أنسب من ذكراه ال 19 في 14 شباط 2024، ليكون الجميع “قدها وقدود”، قلبا واحدا… على قلب سعد رفيق الحريري.

عبد السلام موسى: ليبانون ديبايت