دعم لا محدود للجيش: هل تسلّمه الدولة الحدود؟
المساعدات الدولية للجيش اللبناني، لا تتوقف، وتتخذ اشكالا عدة، مالية وطبية وحيوية ولوجستية. في الايام القليلة الماضية فقط هو تلقى دعما من اكثر من عاصمة كبرى، عربية وغربية. في السياق، وقّع قائد الجيش العماد جوزاف عون والسفير الألماني في لبنانKurt Georg Stoeckl-Stillfried اتفاقية تُقدّم بموجبها السلطات الألمانية هبة بقيمة مليونَي يورو لدعم الجيش، على أن يخصص مليون يورو منها لتأمين الوقود ومليون يورو لدعم الطبابة، وتأتي هذه الهبة كإضافة لِهبة مماثلة قُدّمت سابقًا واعتبر العماد عون أن هذه المساعدة بالغة الأهمية في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة، معربًا عن تقديره للسلطات الألمانية على وقوفها إلى جانب المؤسسة العسكرية. كذلك أكد السفير الألماني أن بلاده ملتزمة بدعم الجيش بمختلف السبل نظرًا للمهمات الحيوية التي يضطلع بها.
ايضا، في حضور قائد الجيش والسفير الياباني في لبنان Mayasuki Magoshi والمنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان Joanna Wronecka، جرى في قيادة الجيش توقيع اتفاقية مشروع “الدعم الطارئ للجيش اللبناني عبر تحسين الخدمات الصحية وتنفيذ الأعمال الحيوية”، وبموجبه تقدّم السلطات اليابانية مشروع طاقة شمسية لمستوصفَي قيادة الجيش ومنطقة جبل لبنان، فيما يتم التنفيذ من قبل مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع UNOPS.ويهدف المشروع إلى تطوير قدرة الجيش على توفير الرعاية الصحية لعناصره من خلال مشاريع الطاقة المتجددة. وأعرب العماد عون عن شكره العميق للسلطات اليابانية والشعب الياباني على تقديم المشروع، مشيدًا بهذه المبادرة الهادفة إلى مساعدة المؤسسة العسكرية، ومعتبرًا أن المشروع يعود بالفائدة على جزء كبير من المستفيدين من الطبابة في الجيش. كما لفت إلى أن الجيش اتجه مؤخرًا إلى الطاقة البديلة بهدف توفير المحروقات والحفاظ على البيئة، وقال “إن الدعم المتواصل الذي يتلقاه الجيش من دول وجيوش وشعوب صديقة هو أحد أهم الأسباب في تأمين جهوزيته رغم التحديات”.
كذلك شددت Wronecka على أن المشروع يهدف إلى الاستجابة لحاجات الجيش الإنسانية بهدف تحسين قدراته وتطويرها. وألقى ممثل UNOPS كلمة أشار فيها إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى تحسين القدرات العملانية للمؤسسة العسكرية وتقديم الخدمات الصحية الضرورية لأفراده.
كما افتتح العماد عون والسفير الفرنسي في لبنان Hervé Magro قاعة محاضرات تمّ تجهيزها بتمويل من السلطات الفرنسية، وذلك في مبنى قيادة الجيش. وشكر قائد الجيش السلطات الفرنسية على هذه المبادرة، معتبرًا أنها تأتي ضمن المساعدات التي تساهم في تعزيز قدرات المؤسسة. من جهة أخرى، شدّد السفير الفرنسي على استمرار وقوف بلاده إلى جانب الجيش الذي يواصل تقديم التضحيات من أجل استقرار لبنان.
ايضا، تسلّم الجيش اللبناني الشحنة الخامسة من هبة الوقود القطرية. وتهدف هذه الهبة التي قدمتها دولة قطر إلى دعم الجيش وتمكينه من مواجهة المرحلة الراهنة وتحدياتها المتزايدة.
صحيح ان الدول تستثمر في الجيش منذ سنوات، الا ان هذه المساعدات تتخذ اليوم بعدا آخر، سيما في ظل الاوضاع المستجدة على الحدود الجنوبية وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”. فالعواصم تعد العدة لتسوية على الحدود، تقوم في شكل اساس على “الجيش اللبناني” الذي سيتعيّن عليه الانتشار جنوبا، تطبيقا للقرار 1701. واذا كان لبنان الرسمي يرى ان لا بد من تعزيز قدرات الجيش وعديده، ليتمكن من الانتشار على الحدود والامساك بأمنها، فإن المجتمع الدولي أبدى ولا يزال، كل استعداد لتأمين الدعم اللازم في هذه المسألة، وهي تحضر في صلب مناقشات الموفدين الدوليين الذين يتقاطرون الى بيروت.. فهل تقبل الدولة اللبنانية، والحال هذه، بتسليم ارضها “فعلا” الى قواها الشرعية؟ ام ستبقى تدعي تمسكها بالـ1701، في وقت ترتضي وجود حزب الله جنوبي الليطاني؟