تتصاعد حدّة المواجهات العسكرية على الجبهة الجنوبية اللبنانية، حيث تجاوزت من جديد إسرائيل أمس قواعد الاشتباك، من خلال شنّ غارة جويّة من مسيّرة على النبطية عند تمثال حسن كامل الصباح، مُستهدفة سيارة.
في هذا الإطار، يؤكّد الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، في حديثٍ “ليبانون ديبايت”، أنه “مرَّ 126 يومًا على العدوان الإسرئيلي على قطاع غزة وتدخّل حزب الله لمساندة أهل غزة، وبالتالي أن هذا الموضوع ما زال كما رُسِمَ سابقًا أي كما قال أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بأن الكلمة للميدان”.
وبالنسبة لتوسيع الضربات الإسرائيلية بإتجاه النبطية؟ يقول: “يبدو أن إسرائيل عوّدتنا أن لا تعترف بقتلاها سواءً بالعدد أو بالأوقات وهذا يعني أن هناك مشكلة لدى إسرائيل أي عندما يتم تسجيل إصابات في صفوف ضباطها وجنودها ولا تعلن عنهم فهي تنتقم عن طريق ما يروّج لدى الإعلام الإسرائيلي بأنها تستطيع الوصول إلى قادة في حزب الله، لذلك تتعاون وتبُث عملائها وأجهزتها للحصول على معلومات عن قادة “المحاور” في حزب الله، وهذا دليل على أن إسرائيل لا يزال لديها عملاء في كل مكان”.
ويُشير إلى أنه “عندما تجتاز إسرائيل النبطية يعني هي تسوّق لنفسها بأنها إغتالت قادة بالحزب مقابل ما حصل لها في الداخل الإسرائيلي من قبل عمليات المقاومة، وهذا الوضع يلزمه ردًّا من المقاومة وبالتالي الردّ يكون عبر إطلاق صواريخ بشكل أكبر وبمدى أوسع”.
ووفقًا لما يرى العميد ملاعب، فإنّ كل “ما حصل حتى اليوم لم يتسبّب بتوسيع الجبهة الجنوبية وهذا مُرتبط بمآل الحراك الدبلوماسي الذي لم يتوقف حتى اللحظة إن كان تجاه إسرائيل أو تجاه لبنان عبر وساطات أوروبية وأميركية، لذلك لا يتوقّع أن يكون هناك تداعيات خطيرة على الوضع أكثر من أن إسرائيل قد تسمح لنفسها في المستقبل عندما تتعرّض لخسائر معيّنة، أن تتخطى المدى وتُغير على مناطق أبعد من الشريط الحدودي”.