استقبل الرئيس سعد الحريري، بعد ظهر اليوم، وفدا من حزب الكتائب اللبنانية برئاسة النائب نديم الجميل وعرض معه الأوضاع العامة والتطورات.
بعد اللقاء، تحدث النائب الياس حنكش باسم الوفد فقال: “أتينا كحزب الكتائب اللبنانية لنقدم تعازي رئيس الحزب والحزب للرئيس سعد الحريري، وهي فرصة لنا لكي نستذكر شهداء 14 آذار، بدءا من الرئيس الشهيد رفيق الحريري والشهيد باسل فليحان إلى كل الشهداء، مرورا ببيار الجميل، جبران تويني، أنطوان غانم، وليد عيدو، محمد شطح والجميع، والقافلة تطول وصولا إلى لقمان سليم” .
وأضاف: “كما كانت مناسبة للنقاش بالعمق مع الرئيس الحريري، وإن شاء الله يلتقي أيضا مع رئيس الحزب، لكي نتمكن من رؤية كل هؤلاء السياديين والغيارى على البلد، ونتمكن من إيجاد حل، بدءا بوحدتنا، لمواجهة ما يحصل بهذا البلد. لبنان اليوم في مهب الريح والجميع يعي هذا الموضوع. من هنا نتمنى أن تتضافر وتتوحد كل القوى الفاعلة والسيادية في مواجهة ما يحصل لحماية كيان البلد ودولته التي من أجلها ضحينا بالكثير”.
وفد “القوات اللبنانية”
ثم استقبل الرئيس الحريري وفدا من “القوات اللبنانية” برئاسة النائب جورج عدوان الذي قال على الأثر: “هناك قضايا في تاريخنا، وإن مر عليها الزمن، إلا أنها تبقى في وجدان اللبنانيين، ومنها بالطبع اغتيال الشهيد رفيق الحريري. يمضي الوقت ولكن اللبنانيون لا يستطيعون أن ينسوا عملية الاستشهاد والثورة التي تبعتها، والتي وحدت اللبنانيين ليتحدثوا عن مصلحة لبنان، بلدهم أولا وأخيرا”.
وأضاف: “نحن نستذكر الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقد أتينا اليوم لنقل تحية رئيس الحزب والحزب إلى الرئيس الحريري. نستذكر هذه الذكرى، علها تدفعنا مرة جديدة لأن نقول أنه حين يكون اللبنانيون الأحرار الذي يريدون وحدة بلدهم يدا واحدة، فإنه يكون لدينا أمل باستعادة الدولة والبلد، ويكون لدينا أمل بأن تفشل كل التدخلات الخارجية التي ستأخذنا إلى أماكن خاطئة”.
وتابع: “من هنا، وفي ذكرى الرئيس رفيق الحريري اليوم، دعوة إلى كل اللبنانيين الذين خاضوا التجربة في العام 2005، أن يعتمدوا على أنفسهم وليس على أي أحد في الخارج، ويضعوا أيديهم بأيدي بعضهم البعض، فهذا واجبها، ووحده التفاهم قادر على أن يعيد إنقاذ الدولة ويستعيد الدولة المختطفة والأمل بأن يقف لبنان مجددا على قدميه”.
س: ولكنكم كقوات معروف موقفكم من الرئيس سعد الحريري، وربما كنتم مع خروجه من الساحة السياسية، فهل تريدونه اليوم أن يعود إلى الساحة أم ما زلتم مع قراره تعليق العمل السياسي؟
ج: هذا رأيك أنت، ولكن اليوم في ذكرى بمثل هذا الحجم، لا أتصور أنه لدي أي استعداد للدخول بزواريب صغيرة.
س: هل يمكن أن تتوج هذه الزيارة بلقاء يجمع الرئيس الحريري والدكتور سمير جعجع؟
ج: نحن نأتي باسم الدكتور جعجع وننقل إلى الرئيس الحريري تحياته، وأنتم تعرفون ظروف رئيس الحزب الأمنية، وإلا لما كان هناك أي شيء يمنع اللقاء.
هيئات تيار المستقبل
كذلك،استقبل الرئيس الحريري وفداً كبيراً من هيئات ومنسقيات وكوادر تيار المستقبل، في حضور أمين عام التيار أحمد الحريري، وعرض معهم الأوضاع العامة في البلاد.
وخلال اللقاء، أكد الرئيس الحريري أن من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري قتله لأنه مدرسة في الاعتدال، وتيار المستقبل علق العمل السياسي لكن ذلك لا يعني تعليق التواصل مع الناس أو الابتعاد عن فكر رفيق الحريري الأساسي وهو الانفتاح والاعتدال. فهذا الاعتدال هو وحده ما أوصل لبنان إلى ما وصل إليه قبل اغتيال الشهيد رفيق الحريري”.
وتوجه الرئيس الحريري إلى “المستقبليين” قائلا: “لبنان يعاني من مرحلة صعبة، حتى يظن البعض أن لا مستقبل لهذا البلد، ولكن طالما أنتم مؤمنون وتناضلون وتساعدون، فإن هذه المسيرة ستستمر. الحياة ليست كلها سياسة. رفيق الحريري لم يبدأ بالسياسة بل بتعليم الشباب والشابات. للأسف أنا بدأت مباشرة بالسياسة على دم الشهيد رفيق الحريري، وهذا أصعب أمر يمكن لأي إنسان أن يمر به. لذلك، حين علقت عملي السياسي كان كثير منكم ضد هذا القرار. وخلال السبعة عشر عاما التي عملت فيها بالسياسة، قمت بالعديد من التسويات، والكثير من الداخل والخارج انتقدني وصورني على أني عميل وخائن، ولكن إذا نظرنا إلى المشهد اليوم نتأكد أننا في بلد يعيش فيه مسلمون ومسيحيون، ولا يمكن أن نعيش بتناحر. التحديات كبرى، ولذلك هناك العديد من الدول التي تسعى إلى تصفير مشاكلها فيما بينها، من دول خليجية وغيرها. والأزمات التي تحصل لا يستفيد منها إلا تجار الأسلحة”.
وتابع: “ما يحصل اليوم في غزة هو قتل لمستقبل فلسطين من خلال قتل الأطفال والنساء والشباب. كل واحد من هؤلاء الشهداء كان يمكن أن يكون مشروع رفيق الحريري. لذلك، نحن نمر بمرحلة صعبة، ولكن ربما من الضروري أن نعود خطوة أو اثنتين إلى الوراء لكي نتمكن من التقدم عشر خطوات إلى الأمام.”
وختم الرئيس الحريري قائلا: “اليوم شعرت نفسي وكأني عدت إلى العام 2005، وجودكم يفرح القلب ويجعلني أعرف أن هذا المشروع ليس أمامه سوى النجاح”.
وفد “أمل”
وأضاف: “لبنان بحاجة لأمثال دولة الرئيس سعد الحريري، لا سيما في هذه الظروف الصعبة، حيث الخطر الإسرائيلي كامن على حدودنا مع فلسطين المحتلة، فضلا عن أزماتنا الداخلية التي تطال كل القطاعات وعدم الاستقرار الدستوري الناتج عن الشغور الرئاسي، وانسحاب ذلك على الكثير من القطاعات، بدءا من الحكومة التي هي في وضعية تصريف الأعمال وصولا إلى وضع الإدارة والبلد والوزارات ككل”.
وختم قائلا: “لن أطيل الحديث، مرة جديدة نقول: نتمنى أن يكون الرئيس الحريري دائما بيننا، لأن لبنان واللبنانيين بحاجة إليه”.
س: هل نقلتم أي رسالة من الرئيس بري إلى الرئيس الحريري؟
ج: “نقلنا الكثير من التحيات، واستمعنا إلى الرئيس الحريري، خاصة وأن الإنسان حين يكون خارج المشهد المباشر يرى الأمور بشكل أوضح. سمعنا كيف تتم رؤية لبنان من الخارج. طبعا كل الأصدقاء والأشقاء يتمنون أن يكون لبنان اليوم بوضع أفضل، وأنا أعتقد أن مفتاح الوضع الجديد لكي يكون لبنان أفضل، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وأتمنى على كل الكتل النيابية، لا سيما التي رفضت أكثر من مبادرة، أن تعود إلى رشدها وتغلب المصلحة الوطنية لننتخب رئيسا ونشكل حكومة إصلاحية تبدأ بتحمل المسؤولية وتقوم بواجبها في هذه الظروف الصعبة”.
س: هل لمستم منه رغبة بالعودة إلى العمل السياسي قريبا
ج: “نحن نقلنا إليه تمنياتنا بأن تكون العودة دائمة، لأننا نريده بين أهله وناسه، واللبنانيون يكنّون لهذا البيت الكثير من المحبة والاحترام”.
الرئيس أمين الجميل
كذلك استقبل الرئيس الحريري الرئيس أمين الجميل الذي قال بعد اللقاء: “نستطيع أن نقول أنه لقاء الأحبة، مهما طال الزمن ومهما كان الغياب. نعود دائما إلى قواعدنا. ما جمعنا هو أقوى من قدر، ما جمعنا هو حبنا للبنان وإيماننا بهذا البلد، جمعتنا الثقة بأنه مهما طال هذا الانقلاب وهذه المرحلة الصعبة لا بد من أن ننتصر، فالشعب اللبناني لديه ما يكفي من طاقات وإيمان وصبر وقوة، ولا بد من أن ننتصر مجددا على هذه المحنة ونتخلص من هذا الانقلاب الصعب جدا علينا” .
أضاف: “لا شك أن زيارة الشيخ سعد اليوم إلى بيروت هي مؤشر، أيا كانت الظروف، أولا على تسمكه بلبنان وحبه لهذا البلد، وعلى تصميمه على الاستمرار بهذه المقاومة، وهي دليل على مدى قدرة الشعب اللبناني على الصمود وثقته بالمستقبل. وهذا الحشد الذي شهدناه اليوم ما هو إلا فعل إيمان بالمسيرة التي جسدها الشهيد رفيق الحريري، والتي يستمر فيها الشيخ سعد وكل قيادات 14 آذار والطيبين والمقاومين، الذي قلبوا كل المقاييس في مرحلة معينة، وما زالوا مصرين على المقاومة وإنهاء هذا الانقلاب المرير الذي نعيشه. وكلنا ثقة بهذا الشعور الذي شعرناه عند الشعب اللبناني اليوم باستقباله الحاشد والمؤمن بالقضية. ولا بد لشعب لديه هذا الإيمان أن ينتصر على المحنة ويعود لبنان وطن الإنسان”.