تتصاعد التشققات والتصدعات على الطرقات في لبنان بعد “كل شتوة”، نظرًا لكميات الأمطار الهائلة التي تتساقط وتجعل من الطرقات مستنقعات وأفخاخًا للسيارات، وطريق ضهر البيدر الدولي النموذج الأبرز على ذلك، خصوصًا بعد الإنجراف الترابي الهائل الذي تعرّض له سابقًا.
في هذا الإطار، يؤكّد الباحث في الجيولوجيا في الجامعة الأميركية طوني نمر، في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن “الإنهيارات الأرضية والإنجرافات تحصل نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول التي تعرّي الأتربة والترسبات والصخور غير المتماسكة”.
ويُشير إلى أنه “كان من المفترض صيانة طريق البيدر قبل بدء موسم الشتاء هذه السنة لتفادي حدوث أي مخاطر، وبالتالي التأخير في معالجة الطريق سيتسبّب بنتائج وخيمة، لذلك من الضروري البدء بنفيذ خطة فورية من خلال إرسال فريق مهندسين إلى طريق ضهر البيدر للبدء بمشروع إصلاحه وليس الإكتفاء بالحلول المؤقتة”.
وإذْ يتمنّى نمر “عدم تأجيل صيانة طريق ضهر البيدر إلى ما لا نهاية كي لا نقع في المحظور ولا يتكرر المشهد الكارثي الذي حصل في ولاية إرزينجان التركية الذي تسبّب بانزلاق للتربة وإنهيار أرضي ضخم أدى إلى محاصرة تسعة من عمال المناجم تحت الأرض، وذلك بسبب غزارة هطول الأمطار”.
ويُشدّد على أنه “يجب معالجة طريق ضهر البيدر قبل إنتهاء فصل الشتاء لأنه لا يمكننا الإنتظار أكثر”، لافتًا إلى “المخاطر التي يمكن أن تحدث في حال لم تتم المعالجة والتي تتمثل بإنزياح السفح الذي يمر به طريق ضهر البيدر وهذا ما يؤدي إلى تدمير الطريق وعدم إمكانية إصلاحه، وبالتالي معالجته ستكون مكلفة وستأخذ الكثير من الوقت”.
ويقول نمر: “طريق ضهر البيد هو طريق دولي يجب أن يخضع إلى إصلاح فعلي، لا سيما أننا نرى في الوقت الحالي الأمور عادت إلى طبيعتها على هذا الطريق والشاحنات تسير إلى جانب السيارات كأنه لم يحدث أي شيء”.