رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي فرزلي أنه “عندما إتخذ الرئيس سعد الحريري قراره بإعتزال العمل السياسي، كان هناك إتجاه دولي مساند للثورة، فقدّم نفسه واستقال، أما باقي الأفرقاء فلم يحسّوا بهذه الضرورة، ثم حصلت الإنتخابات النيابية، ووصل مجلس عاجز عن إتخاذ القرارات”.
وفي مقابلةٍ عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال فرزلي: بغياب الحريري، ظهر جليًا غياب شريك أساسي ومهم عن الحياة السياسية، وعبّر جمهور هذا الشريك عن نفسه في 14 شباط عندما طالب بعودة سعد الحريري إلى الساحة السياسية، وفي تقديري هو عاد فعلاً بالأمس”.
وتابع، “من المؤشرات الإيجابية لهذه العودة، هو لقاؤه مع السفيرة الأميركية ليزا جونسون، الذي وصفته الأخيرة لدى خروجها من الإجتماع بالممتاز، كذلك فإن مسألة ظهوره على قناة الحدث والعربية بحد ذاته يعتبر تطورًا هامًا في علاقاته الخليجية، فالخليج العربي لم يستطع إيجاد شخصية يطمئن إليها أكثر من الشيخ سعد، أضف إلى ذلك لقاؤه العلني مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”.
ولفت إلى أن “قرار إستضافة الحريري على قناة الحدث هو قرار موضوعي للمحطة، ينم عن تعاطٍ واقعي مع الرأي العام اللبناني، أما كلام الحريري عن القصاص لقتلة والده فكان واضحًا، قصد به المتهمين الذين قضوا في سوريا”.
وأشار إلى أن ” الحـ.رب في غـ.زة طويلة ومعقدة، بسبب تورط الحكومة اليمينية المتشددة في مشروع ديني تلمودي إحلالي كامل، ولكن حتى اليوم جميع الخطط الإسرائيلية فشلت، وخسائر العدو كبيرة في مواجهة صلابة الشعب الفلسـ.طيني في الدفاع عن أرضه “.
وأكد أن “هذا العدو لن يتراجع بسهولة، وما أن ينتهي من غزة سيتوجه إلى لبنان، لذلك هو يسعى إلى توسيع دائرة الحـ.رب في محاولة للقضاء على كل ما قد يشكل خطرًا على وجوده، ولكن المقاومة تتفادى الإنزلاق، وتتعامل مع الوضع بعقلانية، وإن حصلت الحـ.رب سيدفع لبنان الثمن، ولكن الثمن الأكبر ستدفعه إسرائيل”.
أما داخليًا فقد إعتبر فرزلي أن “هيبة القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر تتراجع بسبب مواقفهما الحالية، وكان الأجدى بهما الحفاظ على المكاسب التي نالاها بعد إتفاق الطائف رغم ما يشوبه من ثغرات، والأكيد انه بعد حـ.رب غـ.زة ستتراجع هذه المكاسب أكثر”.
وأضاف، “خلال فترة رئاسة ميشال عون، ضخم رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل دوره مستعملاً عضلات حزـ.ب الله في الكثير من المواقف، ما أدى إلى تضرره وتضرر الحزب معه، أما حزب القوات اللبنانية فهو أكثر رصانة وتمكنًا من شعبيته وكتلته”.
وأوضح أنه “عندما أدعو إلى وصول فرنجية إلى الرئاسة، أجد في ذلك مصلحة للمسيحيين وللوطن، لأنه بوصوله يصبح ممكنًا البت بمسألة السلاح، وبعودة النازحين، وبتعزيز العلاقات مع السعودية، ونسبة النجاح في هذه المواضيع قد تتعدى الـ 70%”.
وختم الرئيس إيلي الفرزلي بالتوجه إلى الإسرائيليين ناصحاً “بأن يكونوا أكثر ذكاءً بعدم الذهاب في إتجاه توسيع رقعة الحـ.رب، إذ في النهاية كل شيئ له سقف”، محذرًا بأنه “لا يمكننا أبدًا الركون إلى نوايا إسرائيل”.