أعرب الكاتب والمحلّل السياسي وجدي العريضي, في حديث إلى “ليبانون ديبايت”, عن “خشيته من تفلّت الأمور في الجنوب ووصول القصف الإسرائيلي والعمليات إلى العمق اللبناني, وربّما إلى الضاحية الجنوبية وبيروت ومناطق كثيرة, ولم يعد هناك من ضوابط”.
واعتبر أن “مهمّة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين تزداد تعقيداً, فعندما تراه في بيروت أو تل أبيب يعني أن مسار التسوية إنطلق, ولكن حتى الساعة إسرائيل تريد تسجيل إنتصاراً ولو وهمياً, وهذا ما يريده رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو في هذه المرحلة, بمقابل أن هناك سباقاً من الجمهوريين والديمقراطيين في الولايات المتحدة الاميركية لدعم إسرائيل قبل الإستحقاق الرئاسي الأميركي”.
وأضاف, “لهذه الغاية ثمّة قبّة باط لها, وقادرة أن تقوم بما تشاء دون أن تسألها الولايات المتحدّة الأميركية أو المجتمع الدولي برمّته”, وعلى هذه الخلفية, توقّع العريضي أن “نشهد علميات عسكرية وقصف خارج نطاق الحدود اللبنانية مع إسرائيل, وفي أكثر من منطقة”.
ورأى أن “لبنان على كف عفريت والنيران ستأكل الأخضر واليابس إذا تأخرّت التسوية, ولهذ الغاية فإن قصف الغازية يوم أمس يأتي في إطار تبادل الرسائل, لكن الأمور خرجت عن قواعد اللعبة وتفلّتت الأوضاع في مقابل أن الخراب والدمار يزداد في الجنوب, وهذا ما يتمّ مواكبته من مجلس الجنوب, إلا أنه ليس هناك من قدرة على إحصاء الأضرار في ظل استمرار العمليات العسكرية وتواصلها”.
وأشار إلى أن معادلة قصف تل أبيب بالغازية عادت, والأمر عينه بين صفد ووادي الزينة وأي منطقة أخرى, وهذه المعادلات ترسي واقعاً من شأنه أن يعمّق جراح البلد الذي يعتبر الحلقة الأضعف في ظل المسار البياني المُلتهب من لبنان إلى فلسطين وسوريا وغزة واليمن”.
وفي سياق منفصل, تطرّق العريضي إلى إجتماع سفراء الدول الخماسية في قصر الصنوبر, كاشفاً عن أن “هناك قبة باط أميركية لتمرير الاستحقاق الرئاسي, فلأوّل مرة واشنطن تريد إنتخاب رئيس للجمهورية, والقرار أتخذ على أعلى المستويات”.
وتابع, “إلا أن المشكلة أن حزب الله متمسّك بعدم فصل مسار الجنوب عن غزة, والأمر عينه لإيران, وبمعنى أوضح التعطيل لا يزال ساري المفعول, ولكن حزب الله قد يقبل بالخيار الثالث”.
وكشف عن “الخيار الثالث بحث في قصر الصنوبر وقبله في كل الأماكن التي التقت فيها سفراء الدول الخمس”, ولكن ماذا عن معاودة هذه الإجتماعات, يقول العريضي: “التسويات الكبرى آتية للمنطقة, ولا بدّ أن يكون هناك من رئيس للجمهورية لموكبة ومتابعة هذه الأوضاع, ليوقّع على أي معاهدة وتسوية, لا سيّما الترسيم البري”.
واستكمل, “إذا عاد هوكشتين سيكون هناك ترسيم بري على غرار البحري من قبل حزب الله والولايات المتحدّة الأميركية, وباشراف رئيس مجلس النواب نبيه بري, كما كانت الحال بحريا”.
ولهذه الغاية, شدّد على أنه “في الساعات الماضية بزرت تحركات على اعلى المستويات, وارتفعت حظوظ مرشحين للرئاسة, وانخفض بعضها, فمدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري يقوم بدوره على أكمل وجه, وقائد الجيش أيضا لا زال مرشحاً قوياً, فيما النائب غسان سكاف زار الرئيس سعد الحريري, وأكّد له على أن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي, والمطران إلياس عودة يتمسّكان بالائحة نفسها, وهي الرئيس الفخري لجامعة خريجي هارفارد حبيب الزغبي, والنائب نعمة افرام, والوزير السابق زياد بارود, والوزير السابق ناجي البستاني”.
وخلُص العريضي, إلى القول: “الاستحقاق الرئاسي تحرّك إذا كان هناك من تسوية مقبلة, فيجب أن يكون هناك رئيس للجمهورية, لكن باختصار أؤكّد أن الأنظار شاخصة على ما يسمى بفك قواعد الإشتباك في الجنوب, فإما لبنان يجتاز هذه المطبات, وإلا نحن مقبلون على ما يحمد عقباه”.