القوات تستفيق من “غيبوية” الجلسات… وتمضي إلى طعن شعبوي!
عجيب أمر نواب حزب القوات اللبنانية وكأنهم كانوا حاضرين بالجسد فقط في جلسات لجنة المال والموازنة فيما كانت عقولهم تحلّق فوق معراب, حتى أنهم لم يدركوا أنهم صوتوا على بنود الموازنة بنداً بنداً.
خرجوا بعد إقرار الموازنة في الهيئة العامة ليعلنوا أنهم سيتقدمون بطعن ببعض بنودها، فهل كانوا في غيبوبة عند مناقشتها والتصويت عليها؟ أم أنهم استفاقوا متأخرين عن فهم هذه البنود كما استفاق رئيسهم سمير جعجع من نومه ليطالب بدعوة الهيئات الناخبة قبل 90 يوماً من موعد الإنتخابات مع العلم أن دعوة الهيئات الناخبة وفق القانون هي قبل شهر واحد.
فبعض البنود التي قاموا بالطعن فيها لم يعترضوا عليها أبداً ومرّت في الهيئة العامة لا سيّما تلك المتعلّقة بضريبة على الشركات, فهل الهدف أن يبرأوا أنفسهم بطريقة شعبوية من هذا الجرم المرتكب بحق شركات ربما لديها مصالح كبيرة مع الحزب؟ لأن عدم الطعن ببنود تعتبر أهم من هذه بكثير وتطال كافة اللبنانيين ومنها ما يتعلّق بالرسوم, فهي أوجب في القاموس الشعبوي.
أم أن مصالح الشركات تسمو برأي “النواب النخبة” على مصالح الفئات الشعبية فكانوا متسامحين في زيادة الرسوم على الناس وقرروا أن يطأطأوا الرأس أمام الشركات لتسامحهم على خطأ “النوم” خلال جلسات الموازنة، وكأن البند مر من تحت أنفهم بدون أن يشتموه.
هي ازدواجية وتماهٍ مع الدجل على الناس في صورة زائفة للتمثيل الشعبي تتوالى مع كل منعطف سياسي لإيهام الناس أنهم الممثلين الحقيقيين لهم.
اللعبة باتت مكشوفة وممجوجة بشكل أصبحت لا تستهوي المراقبين لهذه الحركات من عموم اللبنانيين حتى من أنصاركم الذين بدأوا يسألون عن إنجازاتكم في المجلس النيابي.