ترقّب اللبنانيون بكثير من الحذر الجولة الجديدة من جولات المندوب الأميركي إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين الذي يعمل للتهدئة عند الجبهة الجنوبية وعدم الذهاب بعيدا ً في المواجات لا سيّما أنه يراهن إلى إمكانية الوصول إلى هدنة في غزة.
لكن مصادر متابعة للزيارة في عين التينة لفتت إلى أن “هوكشتاين كان صريحاً خلال الساعة والنصف التي التقى فيها الرئيس نبيه بري وتحدّث عن رغبة الولايات المتّحدة بمنع انزلاق لبنان إلى حرب واسعة مع إسرائيل, لا سيّما أن تداعياتها لن تقتصر على لبنان”.
أما ما أعلنه عن أن “الهدنة في غزة لن تنسحب بالضرورة على لبنان وأنه يعمل من أجل أن تنسحب عليه, إنما يأتي ضمن سياسة العصا والجزرة التي يمارسها الأميركي في التعاطي مع لبنان منذ بداية الحرب، غير أن المصادر غير مستبشرة أساساً بهدنة قريبة في غزة وبالتالي تتوقّع أن تبقى الأمور على ما هي عليه”.
ولا تخفي المصادر, “ما قد طرحه هوكشتاين أمام الرئيس بري حول موضوع تطبيق القرار 1701 والذي غمز إلى إمكانة تعديله بما يتلاءم مع مصلحة طرفي النزاع في لبنان واسرائيل ويكون قابلاً للتطبيق”.
لكن المصادر تجد في الزيارة ما لا يمكن البناء عليه فهي كررت التحذيرات وإثارة الهواجس حول مستقبل لبنان.
ولكن هل حمل الموفد الأميركي رسائل طلب من الرئيس بري إبلاغها إلى حزب الله؟ تعتبر المصادر, أن “كل ما أثاره مع الرئيس بري من تحذيرات إلى موضوع القرار 1701 إنما هو رسائل إلى حزب الله حيث أن لقاء الحزب أمر غير وارد في أجندة الجانبين فإن الرئيس بري يمثل للجانب الأميركي صلة وصل غير مباشرة بين الطرفين”.
وتكشف المصادر, أن “الطلب الأميركي الصريح بعدم التصعيد في الجنوب قابله تشدّد من الرئيس بري أن ما تقوم به المقاومة في الجنوب إنما هو حق طبيعي على العدوان الإسرائيلي.
وهل عاتب هوكشتاين الرئيس بري على دخول حركة أمل على خط العمليات ضد الإسرائيلي؟ تؤكد المصادر, “أنه لم يكن بالمباشر، لكنها تذكّر أن حركة أمل كانت في أساس مقاومة الإحتلال وستبقى”.