على وقع زحمة المواعيد المفترضة لشنّ إسرائيل حربًا موسّعة على لبنان، يعيش المواطنون لا سيما الجنوبيون، حالة من الترقّب والقلق حيال ما ينتظرهم على الجبهة التي أشعلها “الحزب” من غير حول لهم ولا قوة، في ظلّ أوضاع اقتصاديّة ومعيشيّة تعصف بهم من جرّاء الأزمات التي له ولـ”محوره” اليد الطولى بها.
في هذا الإطار، يعبّر دبلوماسيون غربيون بمن فيهم أميركيون، بحسب “المدن”، من أن يستغلّ نتنياهو الظرف الانتخابي الأميركي للحصول على ضوء أخضر أو غض نظر من الرئيس جو بايدن، عن التصعيد باتجاه “حزب الله” في لبنان.
وبعد الـ 15 من آذار، الموعد المفترض للحرب، يستحضر تاريخ جديد لاحتمال اندلاع مواجهة واسعة في لبنان بحسب ما تقول أوساط دبلوماسية لـ “المدن”، وهذا التاريخ هو في حدود منتصف نيسان، أي بعد انتهاء شهر رمضان، وبعد اتضاح صورة الوضع في قطاع غزة ومجريات المعركة، باعتبار أن تاريخ 15 آذار ليس واقعيًا.
من جهة أخرى، ووسط استمرار القصف المتبادل، يخصّص “الحزب” نحو 20 مليون دولار شهريًا لإغاثة النازحين، وهو يدفع إيجارات منازل انتقل إليها العديد منهم. كما يعطي الأسرة مبلغًا شهريًا يتراوح بين 100 و200 دولار أميركي، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة لـ “الشرق الأوسط”.
أمّا بالنسبة إلى الأضرار التي لا تزال في طور الإحصاء مع تزايد الأرقام بشكل يوميّ، فيتحدث الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين لـ “الشرق الأوسط”، عن “1300 منزل متضررة كليًا، و2000 منزل أصيبت بأضرار كبيرة، و3000 منزل بأضرار طفيفة”.
كذلك تشير التقديرات الأولية إلى تضرر نحو 100 ألف دونم و500 ألف شجرة.
ووفق شمس الدين، فإنه في بداية الشهر السادس للحرب، وصل عدد النازحين إلى 87 ألفًا، الأكثرية منهم ظلت في مناطق في الجنوب، فيما انتقلت أعداد كبيرة إلى بيروت ومناطق أخرى، حيث تمكث عند أقارب وأصدقاء، لافتاً إلى أن “هناك نحو 1300 شخص يعيشون في مراكز إيواء، أي في مدارس ومستوصفات وفنادق. كما أن نحو 500 أسرة ميسورة استأجرت منازل في جبل لبنان وكسروان”.
كذلك يشير شمس الذين إلى “أضرار كبيرة لحقت بالقطاع الزراعي، وخصوصاً بمواسم الزيتون والتبغ”، موضحاً أنه “يتم دفع مساعدات غذائية من قبل مجلس الجنوب ومساعدات من قبل حزب الله، ويتردد عن دفع 100 دولار للأسرة النازحة شهريًا”.
على خطّ مواز، أشارت “الشرق الأوسط”، إلى أنّ الحرب تركت تداعيات كبيرة على معظم القطاعات. وبحسب أبرز الأرقام، فنسبة الإشغال في قطاع الفنادق لا تتجاوز 10 في المئة، القطاع الصناعي سجل تراجعاً بنسبة فاقت 30 في المئة، فيما ارتفعت أسعار بعض السلع الضرورية بنسبة تصل إلى 20%. كذلك ارتفعت قيمة إيجار المنازل 200 في المئة في الجنوب، و400 في المئة في مناطق أكثر أمنًا، وبلغت نسبة البطالة المؤقتة نحو 15 في المئة.
هنا لبنان