تخطيط مبرمج… حرب من نوع آخر تستهدف لبنان!
يستمر لبنان بمواجهة الضغوطات التي تتراكم عليه من مختلف الجهات، والتي تعتبر أنواعاً من الحروب المختلفة عليه، فإضافة إلى الحرب الأمنية عند الحدود الجنوبية وتربّص العدو به، تستمر حرب من نوع آخر اقتصادية بحتة بطلتها الولايات المتحدة الأميركية التي تمارس كافة أنواع الترهيب لهز الوضع الإقتصادي من جديد وليس آخرها زيارة وفد الخزانة الأميركية إلى بيروت ومحاولة الإنقضاض على مؤسسات مالية، بالتزامن مع تصنيف مستغرب لليرة اللبنانية من مؤسسة مالية عالمية لتأتي اليوم التلميحات بوضع لبنان من جديد على اللائحة الرمادية.
ومن هذا المنطلق يعتبر الخبير الإقتصادي أحمد جابر في حديث الى “ليبانون ديبايت” بأن “لبنان لا زال تحت سقف العقوبات غير المباشرة أو غير المعلنة التي تمارس على لبنان”، معتبراً أن “ذلك هو شكل من أشكال الضغوطات من أجل تحقيق أهداف سياسية بالدرجة الأولى”.
وهنا يلفت جابر إلى أن “الجميع يعلم بتقرير “بلومبرغ” والذي إعتبر أن الليرة اللبنانية هي الأسوأ في العالم”، مؤكدا أن “هذا الكلام بحد ذاته يهدّد الإقتصاد وبالتالي الليرة اللبنانية أكثر فأكثر، ممّا يدل على أنهم لم يأخذوا بالحسبان النتائج الدراماتيكية التي من الممكن أن تحصل جراء هكذا تقرير وتصنيف”.
ويستغرب أن “يأتي هذا التصنيف في وقت يعيش فيه لبنان نوعا من الإستقرار النقدي أي إستقرار في سعر صرف العملة الوطنية, حيث أن لها فترة زمنية مستقرّة ما بين 89 و90 ألف، هذا يدل على نوع من الإستقرار بالرغم من جميع الظروف المحاطة بالمنطقة، وبالتالي بالرغم من التهديدات التي تهدّد عملات المنطقة نتيجة الحرب على غزة وكذلك الوضع الأمني في لبنان، إلا أن الليرة اللبنانية لا زالت مستقرة عند هذا الحد”.
ويرى جابر أن “صدور تقرير من هذا النوع قد يؤدي حتماً إلى مزيد من إنهيار العملة، وبالتالي هروب الاستثمارت وما إلى هنالك وفقدان أكبر إلى الثقة بالإقتصاد الوطني، لكن يبدو أن لدى لبنان المناعة الكافية لمواجهة هكذا تحدي وهكذا تقرير”.
أما عن التلويح اليوم باللائحة الرماية فيضعه ضمن خانة الضغوطات التي لا زالت مستمرة كما أن المحاولات مستمرة أيضا من أجل إضعاف لبنان وتقويضه أكثر فأكثر، لا سيّما أن لبنان يواجه اليوم تحدٍ أمني له علاقة بالتهديدات الإسرائيلية والقصف الإسرائيلي المتكرر لجنوب لبنان والاعتداءات الفاضحة التي تحصل بشكل علني، وسياسي له علاقة بإنتخاب رئيس للجمهورية وحالة الإستقرار السياسي في البلاد، إذا نعم هذا شكل من أشكال الضغوط، فالحرب ليست هي حرب مدفع فقط ولا مسيرات فقط فهناك حرب تتعلق بالعملات وبالإقتصاد من خلال ضربه”.
ولكن جابر يشدّد على أن “هذه المحاولات ليست جديدة على لبنان، حيث أن منذ فترة زمنية بعيدة والولايات المتحدة الأميركية تحاول تقويض الإقتصاد اللبناني بطريقة أو بأخرى وما جرى في لبنان خلال الأربع سنوات الأخيرة هو دليل على أنه هناك نوع من تخطيط مبرمج أو تغيير مبرمج للإقتصاد اللبناني، يليه وبالتالي المجتمع اللبناني”.