كتب نادر حجاز في موقع mtv:
يواجه حزب الله معركة غير تقليدية للمرة الأولى في مواجهته مع إسرائيل، الامر الذي اعترف به الأمين العام للحزب السيد حسن ن.ص.ر الله، منبّهاً من خطر الهواتف على القيادات الحزبية، وكذلك من كاميرات المراقبة المنتشرة أمام المنازل والمحال التجارية في البلدات الجنوبية. ما يجعل “الحزب” أمام مخاطر كبيرة تجعله عرضةً لعمليات تجسّس دقيقة وأكثر.
هذا الانكشاف التكنولوجي الأمني لا يتحمّل مسؤوليته “الحزب” وحده، إنما للدولة اللبنانية حصّة أيضاً. ويوضح الخبير العسكري أكرم سريوي، عبر موقع mtv، أن “إسرائيل استخدمت التكنولوجيا بشكل واسع للتجسس على ح.z.ب الله، واستفادت خلال الفترة الماضية من عدة ثغرات، في جهاز أمن المعلومات، لدى الحزب والدولة اللبنانية، التي ارتكبت أخطاء عندما قامت بجمع المعلومات عن اللبنانيين، وسمحت لأكثر من جهة خارجية بالوصول اليها”.
وأضاف: “الخطأ الأول كان السماح بتسرّب داتا الاتصالات، عبر توقيع عقد مع شركة “اكيويتف”، وهي شركة أميركية للأمن المدار، مقرها في نيوجرسي. وتوفر “اكيويتف” المراقبة الخارجية، وإدارة الأجهزة والأنظمة الأمنية، من جدار الحماية المُدار، واكتشاف التسلل، والشبكة الخاصة الافتراضية، إلى فحص الثغرات الأمنية، والخدمات المضادة للفيروسات. وهي بذلك تملك حق الوصول إلى كافة الداتا والمعلومات، ولديها كافة المفاتيح الالكترونية، وكودات التشفير، وكلمات السر، في أجهزة الكمبيوتر الخاصة بشركتي الاتصالات في لبنان”.
واعتبر سريوي أن “توقيع العقد مع الشركة يعني ببساطة أن كافة المعلومات التي تحصل عليها، وتقوم بمعالجتها، باتت موجودة لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية، وحكماً كل ما هو موجود لدى أميركا يصل إلى إسرائيل”.
وكشف أن “العامل الثاني الذي تستغله إسرائيل هو أجهزة التجسّس المتعددة، بدءاً من برنامج “بيغاسوس” القادر على اختراق مختلف أجهزة الهواتف، التي تعمل بنظام اندرويد أو نظام IOS. وكذلك أجهزة التجسس والمراقبة التي قامت إسرائيل بوضعها على الحدود مع لبنان، إضافة إلى المسيّرات المزودة بأجهزة وكاميرات مراقبة دقيقة، وهي قادرة على مراقبة الأراضي اللبنانية على مدار الساعة”.
وفي هذا السياق، ماذا عن خطر الوثائق البيومترية، كجواز السفر ورخصة القيادة وغيرها؟ يقول سريوي: “يتميز جواز السفر البيومتري بأنه يحتوي على شريحة دقيقة (رقاقة RFID) مميزة، تحمل بيانات صاحبه البيومترية (الحيوية)، مثل الخريطة الرقمية للوجه، أو بصمات الأصابع، أو مسح القزحية (بصمة العين). لكن هذه الشريحة لا يوجد فيها بطارية، بل يوجد ملف صغير يعمل على توليد تيار كهربائي صغير، عند تعريضه لحقل مغناطيسي، فتتم عندها قراءة البيانات عبر أجهزة خاصة بذلك. لكن هذه العملية لا تعمل سوى على مسافة سنتيمترات قليلة (حتى 10 سم)، وبالتالي ما يُحكى عن إمكانية المسيّرات الإسرائيلية ملاحقة حامل هذه الوثائق هو غير صحيح. لكن يمكن لإسرائيل، اكتشاف حركة مرور حامل هذه الوثائق على المعابر التي يتم فيها فحص الوثائق البيومترية، كالمطار والمعابر الحدودية. كما يمكن أن تعمل هذه الشرائح، في حال المرور أمام أنظمة الأمان والإنذار المغناطيسية التي يتم وضعها على مداخل المحال والمراكز التجارية. كما يمكن لإسرائيل أن تضع بعض هذه الأجهزة في أماكن هامة، وعلى بعض الطرق، بواسطة بعض العملاء، وتتمكن من خلالها من مراقبة حركة مرور أشخاص، تُحدد هويتهم مسبقاً”.
وأشار إلى أن “أخطر وسائل التكنولوجيا على عناصر المقاومة، هي كاميرات المراقبة المنتشرة بكثافة على الطرقات وأمام المحال. فكافة هذه الكاميرات الموصولة على الانترنت والهواتف الذكية، يمكن لإسرائيل اختراقها. وبالتالي هذا يسمح لها بمراقبة معظم المناطق اللبنانية، ويمكن لاجهزة المراقبة هذه أن تحدد هوية ما يزيد عن مليوني شخص يتم وضعهم على داتا الجهاز، ويُرسل الجهاز إنذاراً فورياً إلى غرفة المراقبة، فور مرور الشخص المطلوب أمام إحدى هذه الكاميرات”.
وعن قدرة ح.z. ب الله على مواجهة هذه الأخطار، يقول سريوي: “هناك عدة حلول يمكن للمقاومة اتخاذها:
أولاً: التخلي عن التحدث عبر شبكة الهواتف المحمولة، أو حتى شبكة أوجيرو.
ثانياً: يجب اعتماد شبكة اتصالات أرضية خاصة، وتبقى الوسائل البدائية، كساعي الارتباط، هي الوسيلة الأكثر أماناً.
ثالثاً: يجب الابتعاد عن الأماكن والطرق المراقبة بالكاميرات، وكذلك عدم اصطحاب الوثائق البيومترية، عند الدخول إلى المحال، التي يوجد على مداخلها أجهزة مراقبة وأنذار، لأنها ترسل حقلاً مغناطيسياً، يجعل الشريحة البيومترية تعمل، مما يسمح باكتشاف مكان صاحبها”.
ويختم قائلاً “الطريقة الأفضل للأمان، هي عدم ربط كاميرات المراقبة بشبكة الانترنت، وحتى إزالتها بالكامل”.