يستمر المشهد اللبناني بالجمود والترّقب بانتظار ما سينتج عن الحرب في غزة وما يتّصل بها من مفاوضات جارية في هذا الإطار، فكيف سيكون الوضع في الأسابيع المقبلة؟
في هذا الإطار, يصف الكاتب والمحلّل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن “الوضع الراهن في لبنان على مختلف المستويات راوح مكانك رغم نشاط الحركة السياسية للخماسية الدولية أو غيرها من الحراك المحلي والإقليمي والدولي لأن كل هذا لم يسفر عن اتفاقات على المستوى الدولي أو المحلي”.
ويعتبر أن “المرحلة الحالية هي تحضير الأرضية لاتفاقات دولية يمكن أن تفتح الباب على تسويات في المنطقة ولبنان وتنعكس على كافة الملفات لا سيّما الملف الرئاسي, لكنه لا يغفل بأن الميدان لم يحسم لصالح أي طرف وبالتالي فإن عدم الحسم معناه أن الأمور لا زالت تراوح مكانها”.
ولا ينفي “وجود مؤشرات إيجابية إلا أنها لم تفضِ إلى إتفاق أو نتائج ملموسة تؤدي إلى انتخاب رئيس أو تذهب باتجاه مؤتمر دولي او تسوية كبرى”.
ويذكر بأن “الإتفاق بين اللبنانيين متعذّر لا سيّما أن الأطراف اللبنانية كافة تراهن على نتائج الحرب الدائرة لتحسين شروطها في أي اتفاق ممكن، لا سيّما أن هناك محاولات للإتفاق الدولي إلا أنها لم تنجح حتى الساعة لذلك ستبقى الأمور عالقة لوقت أطول”.
ويلفت إلى أن “الأمور قد تطول إلى ما بعد الإنتخابات الأميركية والإسرائيلية لأنه لا يمكن البناء على اتفاق قد تبادر الأطراف الفائزة في الإنتخابات إلى نقضه أو الإخلال به, لذلك هناك انتظار حذر بانتظار مستجدات الميدان”.
أما عن احتمال توسّع الحرب إلى حرب شاملة فيميل سركيس إلى عدم تدحرج الأمور إلى حرب واسعة لأن أضرارها كبيرة وخسائرها فادحة على كافة الأطراف لذلك يحاول هؤلاء إحتواء الأمور حتى لا تذهب إلى مجال أوسع”.
ومن هذا المنطلق يرجح بأن الحرب الشاملة بعيدة والمناوشات ستستمر لفترة طويلة.