ماذا كشفت حرب الحزب ضد إسرائيل؟ أمرٌ مهم جداً!
نشرت صحيفة “يسرائيل هيوم” تقريراً جديداً قالت فيه إنه وسط الأجواء المتوترة للغاية في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان، لا يوجد أحد في الحكومة الإسرائيلية أو في الجيش يعلم كيف يُخبر الجمهور إلى أي مدى أو حدّ ستتطور الأمور.
وأشار التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إلى أن حرب “حزب الله” ضد إسرائيل طرحت فكرة أساسية ومهمة جداً ترتبط بمفهوم الأمن القومي لإسرائيل، وأضاف: “مختلف أيام المعارك بين الجيش الإسرائيلي و حزب الله وصلت إلى حافة الحرب، ورؤساء المستوطنات الإسرائيلية المحاذية للبنان خاطبوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واضعين مطالبهم بشأن 3 قضايا: تكريس الأمن في مواجهة نيران حزب الله وتسلل عناصره إلى المستوطنات، عودة أنظمة التعليم إلى النشاط المنتظم، وتعزيز ميزانية الشمال”.
وذكر التقرير أن صرخة رؤساء السلطات في الشمال تُسمع في نفس الوقت الذي تُسمع فيها المناقشات حول مفهوم جديد للأمن القومي لإسرائيل والذي يحتاج إلى تحديث في ضوء هجوم حركة “حماس” على المستوطنات الإسرائيلية يوم 7 تشرين الأول الماضي، وفهم الوضع السياسي والعسكري.
واعتبر التقرير أن “الاعتماد على التكنولوجيا وحدها لن يوفر الرّد الدفاعي المطلوب لإسرائيل داخل حدودها”، ويضيف: “كان دافيد بن غوريون هو من وضع تصوّر مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي عام 1952، وقد تم تحديد 3 عناصر أساسية له وهي الردع والتحذير والقرار، أما العنصر الرابع فهو الدفاع الذي يرتكز على أنظمة الدفاع الإسرائيلية الهادفة إلى التعامل مع صواريخ العدو وقذائفه، وكذلك مع حواجز الحدود التي تشمل السياج عند الحدود مع لبنان والحدود مع قطاع غزة.
وقال التقرير إن هجوم 7 تشرين الأول الماضي أثبت مرة أخرى أنه لا يوجد نظام واحد بري، جوي، بحري أو تحت الأرض، يوفر حلاً كاملاً للتهديدات، كما أن نيران العدو لا تستخدم فقط للإرهاب والترهيب، بل أيضاً لغرض شل الجبهة الداخلية.
ولفت التقرير إلى أن هذه الأمور هي التي تفرض نفسها على الوضع الراهن للجبهة الداخلية سواء المحاذية للبنان أو عند حدود غزة، ويضيف: “تلك الجبهات ليست مشلولة بل تشهد تراجعاً وظيفياً كبيراً. نعلم أن تشكيل مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي سيظل عملية عسكرية بالدرجة الأولى وتستمد منطقها من التفكير العسكري، وبالتالي لا يتوقع حدوث أي تغييرات في مكونات مفهوم الأمن القومي. الأمر يتعلق بزيادة القوة البشرية للجيش وتجهيزه بوسائل قتالية، وتعزيز استقلال إسرائيل في التسلح وتشكيل تحالف ضد التهديد الإيراني”.
واعتبر التقرير أنّ رؤساء السلطات في شمال إسرائيل لا يصرخون عبثاً، كما أن موافقتهم على موازنة تقوية الشمال ليس شعاراً فارغاً، وأضاف: “هذه الخطوة ضرورية لتعزيز صمود السكان في مجتمعاتهم والحفاظ على استمراريتهم الوظيفية. إن صمود السكان يكون بمثابة قوة مضاعفة في تعزيز الصمود العسكري والوطني، لذلك من الضروري إدراج مفهوم الصمود كعنصر إضافي في مفهوم إسرائيل للأمن القومي”.