“ما بعرف مين المسؤول عن موت أمي” صرخة وجع اطلقتها ريما ابنة احدى ضحايا “هيداك المرض” بعدما عجزت عن تأمين الدواء لوالدتها نتيجة الأزمة القديمة المستجدة، على الرغم من كل الاجراءات التي حاولت وتحاول وزارة الصحة ان تقوم بها لتأمين ادوية الأمراض المستعصية.
قضية ريما تشبه قضية مئات المواطنين الذين يسعون ليلاً نهاراً لتأمين الدواء لعلاجهم، وهذا ما دفع نقيب الصيادلة جو سلوم الى التحرك سريعاً ووضع خطة واضحة لحل هذه الأزمة، على ما قال لـ”لبنان 24″، مشيراً الى أن ما يعيشه مريض السرطان والأمراض المستعصية، هو إجرام ما بعده اجرام، منذ العام 2020 مع بدء الأزمة اللبنانية، ومعتبرا ان عملية الدعم كانت السبب الاساسي لهذه المشكلة لا سيما وان الدعم ذهب هدراً بما قيمته 35 مليون دولار في الشهر، وهو بات اليوم يناهز الـ5 ملايين شهرياً.
وأكد سلوم أن اكثر من 90% من مرضى السرطان باتوا عاجزين عن الاستحصال على الدواء، او يتجهون الى تأمينه من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، مع ما قد يحمله هذا الأمر من خطر على صحتهم، نتيجة سوء التخزين والنقل، وبالتالي بات هذا الدواء الضروري للمرضى، مقتصراً على المقتدرين في حين ان الدولة عاجزة عن تأمينه.
خطة جديدة مدار بحث
ولحل هذه الأزمة، يسعى سلوم الى ايجاد حلّ يؤمن الدواء المطلوب للمرضى، وفي هذا الاطار، يشير الى ان نظام التتبع للأدوية التي تعطى للمستشفيات IV يساعد على الوصول الى داتا كل مرضى السرطان والحاجة الى الأدوية التي يحتاجون اليها ، وعليه، وبعد جمع الداتا، يمكن للدولة ان تأخذ من الجيش مثالاً، حيث تعمل على شراء الأدوية بنفسها من خلال الدخول بمناقصات، وبالتالي يمكنها شراء الأدوية بأقل من الأسعار نظراً للكميات الكبيرة التي ستشترى.
وعند وصول الأدوية الى لبنان، يتابع سلوم، يتم اعتماد مستشفى حكومي في كل محافظة او قضاء، يتم فيها اعطاء “الدواء الـ IV “وبالتالي يكون المريض قادراً على الوصول الى الدواء الذي يحتاجه بأقل كلفة ممكنة، ويصبح الدواء متوافراً لمن يحتاجه وفي مكان قريب من سكنه، مشدداً على ان هذه الخطوة ستوفر الكثير على المواطن والدولة على حد سواء، كما يؤمن الدواء للمرضى ويبعد عنهم شبح الموت والدواء المزور والمغشوش .
وعن التحركات التي سيقوم بها للوصول الى هذا الحل، أشار سلوم الى انه اليوم في طور طرح هذا الموضوع على مجموعة من القوى السياسية والنواب والاخصائيين لتشكيل مجموعة ضاغطة في هذا الاطار، لا سيما بعد الوصول الى طريق مسدود في هذا الاتجاه، والمعاناة التي يعاني منها جميع اللبنانيين في هذا المجال.
اذا، بارقة امل جديدة تلوح في أفق ازمة الأدوية السرطانية والادوية المستعصية، والحل قد يكون قريباً اذا ما كان هناك من يستجيب ويعمل على تأمينه للمرضى لابعاد شبح الموت عنهم.