الحرب مستبعدة والحزب يتعامل بذكاء… ما يناسب لبنان الدولة الفدرالية!
يستبعد وزير الداخلية السابق مروان شربل، حصول حرب “إسرا/ئيلية” موسّعة على لبنان، ويقول لـ “الديار” ان ما من نيات تدفع نحو هذه الحرب، ولكن قد تتّسع الرقعة الجغرافية للمواجهات العسكرية على الجبهة الجنوبية، لكنني أرى أن إيران لا بد أن تردّ على ما حصل في المزة”.
وعما إذا كنا نعيش مرحلة “سايكس بيكو” جديد، يقول: “لا أرى ذلك، لأنه يتطلب حصول توافق داخلي وخارجي، في وقت ما زلنا فيه نختلف على رئيس الجمهورية العتيد”، ويشدّد على أننا اليوم “لسنا في الظروف نفسها التي واكبت سايكس بيكو آنذاك”.
وحول التغيّرات الحاصلة في جغرافيا المنطقة، لا سيما ما يحصل في الأردن، يشير إلى أن “ملك الأردن لديه دولة وجيش يؤمن بالملك، والجميع يدرك أن توطين الفلسطينيين في الأردن يشكل خطراً على الأردنيين بحد ذاتهم. لذا، لا أرى أن الأمور ذاهبة في هذا المنحى التقسيمي، ومن المبكر الحديث عن ذلك”، ويرى أننا “كلبنانيين بحاجة الى حصول تعديلات في الدستور اللبناني، وتواريخ معينة للحدّ من إطالة أمد أي فراغ رئاسي، وأيضاً بالنسبة لتأليف الحكومة”، ويعتبر أن “ما يناسبنا هو الدولة المدنية أو العلمانية أو الفيديرالية كما هي الحال في سويسرا، وهذا هو الأقرب لبلد كلبنان يوجد فيه 18 طائفة”، موضحاً أن “الفيديرالية لا تعني التقسيم، رغم أن أن اتفاق الطائف قد فتح نافذة في هذا المجال خصوصاً في المادة 95 منه، إلا أن المشكلة تكمن في وجوب إجراء تغيير في الأجهزة الحاكمة”.
وعن قراءته لوثيقة بكركي، يقول: “إن اللقاء في بكركي والوثيقة قد هدفا إلى جمع المسيحيين في بكركي، إذ لا يمكن الحديث عن وثيقة مسيحية ووطنية في الوقت نفسه، لذلك لم يأخذ هذا الحدث الضجة المطلوبة”، ويعتبر أنه “لو كان هناك توافق بين المسيحيين لأخذت هذه الوثيقة حقّها من الاهتمام، كما أنه ومن خلال ردود الفعل عليها، لا يبدو أن الجميع يوافق على ما تضمّنته، بدلالة مقاطعة فئة من المسيحيين لهذا اللقاء في بكركي، لا سيما تيار المردة”.
وحول إمكانية حصول حرب، أكد أنه لا يخاف من الحرب بحد ذاتها، “بل من النتائج التي ستترتّب عنها، وما إذا سيكون هناك غالب ومغلوب في لبنان، وما إذا كان اللبنانيون سيتفقون فيما بينهم، وأما على صعيد الحرب بحدّ ذاتها، فإن ح.z.ب الله واعٍ لما يحصل من مواجهات عسكرية، وهو يتعامل مع “إسرا/ئيل” بذكاء، لأنه مدرك أنه مهما تمادت “إسرا/ئيل”، فإن تداعيات أي حرب ستكون أكبر من تداعيات ما يحصل الآن، لكن السؤال الأساسي المطروح هو المشهد اللبناني بعد الحرب، وذلك لجهة القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية، أو تطبيق القرار 1701، وما إذا كانت ستبقى المواقع في الدولة على حالها وفق المادة 95 بالنسبة للتوزيع الطائفي.
ويعتبر أن “نتائج الحرب ستُترجم سياسياً، ولكن الحزب يتصرّف بعقلانية في الوقت الحالي، ولكن الأساس يبقى في ما سيحصل في اليوم التالي لانتهاء هذه الحرب”.
وحول ترحيل الاستحقاق الرئاسي إلى ما بعد الحرب، يقول شربل أن “هذا الكلام هو كلام تفاؤلي، لأن الفراغ الرئاسي لم يبدأ مع الحرب، بل سبقها بنحو عام وأكثر، فالمشكلة ليست في حرب غزة”، ويشير إلى أنه “أمام المسؤولين اللبنانيين فرصة شهرين فقط للتواصل مع المسؤولين الأميركيين، لأن واشنطن ستدخل في مدار الانتخابات الرئاسية، ولن تكون قادرة على متابعة أي ملف خارجي”.
فادي عيد – الديار