السياحة تتأرجح على وقع الحرب وهذا مصير موسم الصيف!
لأن السياحة كانت القطاع الأكثر تأثيراً ودينامية في العام 2023 وساهمت بشكل مباشر بإنعاش الإقتصاد الوطني وتوظيف آلاف اللبنانيين وتحسين مداخيلهم ومعيشتهم، تبقى العين شاخصة على وضع هذا القطاع الذي يتأرجح الآن على واقع حرب غزة والقتال الدائر في جنوب لبنان، خصوصاً أن مؤسساته وأعماله تنتشر في كل المناطق اللبنانية ونتائجه تطال مباشرة الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات والنقل والإعلام وغير ذلك الكثير.
اليوم وبعد تجربة العام 2023 والفورة التي سُجِّلت في صيف هذا العام والمداخيل السياحية التي تم تحقيقها والتي تقدر بنحو 3.5 مليارات دولار في الصيف ونحو 6 مليارات دولار في كل عام 2023، أي حوالي 27% من الناتج المحلي القائم، وبعد الإندفاعة الإستثمارية التي سجلت في المطاعم والمقاهي والملاهي وبيوت الضيافة والكثير من القطاعات الخدماتية السياحية وكذلك الإندفاعة بإتجاه ترميم فنادق العاصمة التي خرّبها إنفجار مرفأ بيروت وإعادة فتح الكثير من الفنادق المقفلة، يمكن القول أن نتائج أعمال القطاع السياحي ستكون مؤثرة جداً في الملف الإقتصادي والإجتماعي برمته في لبنان.
على هذا الأساس، فإن الكثير من المعنيين والإقتصاديين يترقّبون ويتابعون بشكل حثيث النشاط السياحي خلال عيد الفطر الذي يشكل بروفة مصغّرة عمّا يمكن أن يكون عليه موسم الصيف في حال بقيت الحرب الدائرة في جنوب لبنان على حالها كالستاتيكو القائم حالياً، ولكن إذا دخلنا حرب شاملة فلا كلام عن إقتصاد أو سياحة، وفي حال ذهبنا بإتجاه وقف إطلاق النار من الممكن وجود بحث آخر حول قدوم السياح مع ترقب ما ستكون عليه أعداد القادمين، متوسطة أو جيدة، فالأمور مرهونة بنتائج الأمور في الأيام المقبلة.