رأى الكاتب والمحلل السياسي وجدي العريضي, أن “هناك أكثر من بوسطة وفان من أجل زرع فتنة في لبنان, وبالتالي يبدو أنه وعلى الرغم من كل الحروب من منتصف السبعينات إلى اليوم لم يتعلّم أحد وأن الأحزاب هي عينها من خلال دورها وحضورها ومنهجيتها وفلسفتها وكل ما قامت به من ارتكابات وهدر وفساد, أكان في هذه الجهة أو تلك, أكانت اليمنية أم اليسارية أم وسطية, وغيرهم”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبا يت”, قال العريضي: “أخشى ما أخشاه بأن يعود التفلّت الأمني إلى حقبات الحرب, لا سيّما أنه وفي ظل غياب الدولة وترهلها والشغور الرئاسي, بدأ الأمن الذاتي, أكان استثفائياً أو تربوياً أو اجتماعياً يظهر بوضوح, والقلق والخوف من أن يتحوّل أمنياً وتعود الميليشيات كما كانت في السابق, فالمسألة بحاجة إلى تمويل وكبسة زر”.
وأضاف, “ليس هناك قرار بالحرب في لبنان, أي حرب أهلية, إنّما لم يعد هناك من بلد, فتحوّل لبنان إلى دولة مارقة, وهذا ما نشهده من خلال الكر والفر يومياً, وعبر المواقف السياسية والتخوين, وكل ما يمتّ لعدّة الفتنة بصلة”.
وعلى هذه الخلفية, تابع العريضي: “الحل بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة وأن يكون هناك وصاية دولية على لبنان وإلا هذه المنظومة السياسية لم تدير البلد, بل ستبقى على ما كانت عليه من ممارسات ميليشياوية, أكان وزارياً أم نيابياً أم إدارياً, ولهذه الغاية, لبنان لم تقم له قائمة, إلا في حال وضع وصاية عليه والآتي أعظم من الممارسات التي تحصل, وأخشى من أن تعود الفتنة المتنقّلة من خلال التصفيات الجسدية والإرتكابات والفساد والسرقات”.
وقال: “من يجول في شوارع العاصمة, يرى أنه لا مكان للدولة, فلا إشارات سير, ولا دوائر إدارية, ولا مؤسسات, فالأجهزة الأمنية تعاني الأمرين إجتماعياً, لكنها تقوم بدورها ضمن الإمكانات المتاحة, لا سيّما الأمن العام من خلال ضبط الحدود وكل ما قام به مدير العام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري, حول العلاقة بين لبنان وقبرص عبر ضبط الوضع, ومن ثم على الحدود وسوى ذلك, وبالتالي الجيش يقوم بدوره”.
واعتبر أن “ما يجري اليوم يؤكّد المؤكّد أننا ذاهبون إلى ما هو أخطر بكثير, لا سيّما ليس اليوم في لبنان من رجال دولة على الإطلاق, فأين كميل شمعون, وبيار الجميل, وريمون إدّه, وصائب سلام وسواهم, بل لدينا رجال مليشيات ومنتفعين وسماسرة, وعلى هذه الخلفية فإن لبنان بات في حكم المنتهي”.
وعلى خط موازٍ, رأى العريضي, أن “طبول الحرب تقرع, ومعلوماتي أن الولايات المتحدة الأميركية تسعى مع إيران, ليكون الرد تحت سقف معيّن, ومتفّق عليه, أي أن تقوم بإيران بضرب إسرائيل في العمق, أو مصالحها في أي دولة, ولكن لن تتطوّر إلى حرب شاملة فذلك استبعده”.
وأشار إلى أنه “سيكون هناك رد من حزب الله على إسرائيل في حال ضربت إيران أو مصالحها, وبالتالي ستشتعل الحرب في لبنان, والعمق اللبناني سيشهد قصفاً لمنشآته المدنية, والحيوية, من جسور, وطرق, ومطار, وسوى ذلك, إذا كان الرد الإيراني على مستوى كبير, وخرجت الأمور عن مسارها, عندها ندخل الحرب الشاملة”.
وأضاف, “هناك سباق محموم بين الديبلوماسية والميدان, وحتى الساعة هناك حبس أنفاس على الساحة اللبنانية”.
وقال: “ليس ثمة ما يشي بأن البلد ذاهب إلى إنتظام مؤسساته الدستورية, وبالتالي ما يجري اليوم تقطيع وقت, فاللجنة الخماسية عائدة وتسعى لانتخاب رئيس, لكن قبل انتهاء حرب غزة ثمّة صعوبة, لانتخابه, وكتلة الإعتدال الوطني, تقوم بدورها, بعيداً عن أي مكاسب ومناصب, بل مبادرتها وطنية بامتياز”.
وفي سياق متصل, اعتبر أن “الرئيس السوري بشار الأسد, نجح في عملية التأهيل التي استغرقت حوالي السبعة أشهر, أي خلفية حرب غزة, أكان دوليا أم عربيا, وبرعاية واحتضان من دولة الإمارات العربية المتحدة والممكلة العربية السعودية, وهذا سيكون له تداعيات عربية وإقليمية ودولية”.
وخلُص العريضي, إلى القول: “على الصعيد الداخلي فكان هناك رفض أميركي لأن يكون بشار الأسد في سوريا رئيساً, وسليمان فرنجية رئيساً في لبنان, أي لا يتحملون الإسمين, إلا أن الأمور تبدّلت وتغيّرت وفق معلومات مؤكّدة بعدما تمسّك الحزب او الثنائي الشيعي بفرنجية كرئيس للجمهورية, بمعنى لم يعد هناك من فيتو أميركي على زعيم تيار المردة, وإن كانت معركة الرئاسة لم تحسم بعد, حيث لا زال قائد الجيش مرشحا أساسياً والأمر عينه لمدير عام الامن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري, ناهيك إلى النائب نعمة افرام”.