نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنه “لا نهاية تلوحُ في أفق الصراع المُندلع حالياً بين حزب الله وإسرائيل”، مشيرة إلى أنّه بعد 195 يوماً من الإشتباكات، ما زالت المستوطنات المحاذية للبنان فارغة ولا آفاق واضحة للحل.
ولفت التقرير إلى أنَّ مستوطنات الشمال تلقت أكثر من 3000 صاروخ ومئات الصواريخ المُضادة للدروع ناهيك عن عشرات الطائرات المُسيرة، كتلك التي أصابت بلدة عرب العرامشة يوم الأربعاء الماضي، وأدّت إلى إصابة 18 شخصاً بينهم جنود إسرائيليون.
وأشار التقرير إلى أنّ العديد من قوات الجيش الإسرائيلي ما زالت “محصورة” عند الساحة الشمالية، موضحاً أنّ “حزب الله يتباهى بإنجازه المتمثل بإخلاء المستوطنات”، وقال: “هناك أرض مهجورة بالكامل تقريباً في حين أن قرار إبقاء السكان خارج المستوطنات جرى تمديده حتى السابع من تموز المُقبل، وسط عدم وجود أي ضمانات تؤكد ما إذا كان سكان الشمال سيتمكنون بالفعل من العودة إلى المنطقة، فيما لا توجد حالياً أي اتصالات للتسوية”.
ولفتت “يديعوت أحرونوت” إلى أنّ آخر البيانات المُقدمة لدى الكنيست الإسرائيلي تُظهر أنَّ عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الشمال هو 61 ألفاً، بعضهم من مستوطنة كريات شمونة، فيما البعضُ الآخر من المستوطنات الأخرى التي تبعد حتى 3.5 كيلومترات عن الحدود مع لبنان، وأضافت: “كذلك، هناك أيضاً سكان تمّ إجلاؤهم بشكل مستقل بعد أن وجدوا صعوبة في الحفاظ على روتين الحياة الطبيعية في المنطقة القريبة جداً من خط القتال”.
وأقرّ التقرير بأنّ الضغوط العسكرية الإسرائيلية والانتقادات التي تواجه “حزب الله” في الداخل اللبناني بسبب استمراره في الحرب، لم تؤدّ حتى الآن إلى إنفراجٍ في محاولات التوصل إلى نوعٍ من التسوية لوقف القتال، وأضاف: “خلال الفترة السابقة، زار مبعوث الرئيس الأميركي آموس هوكشتاين المنطقة مرّات عديدة وحاول الترويج لعملية دبلوماسية على أساس تطبيق القرار 1701 الذي يُبقي قوات حزب الله بعيدة عن الحدود، لكن أمين عام الحزب حسن نصرالله أوضح عدة مرات أنه لن تكون هناك محادثات لوقف إطلاق النار قبل إنتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وكشف التقرير أنهُ حتى في الأيام القليلة الماضية، أكد المسؤولون السياسيون أنه لا يوجد أيّ تقدم أو اتجاه في المحادثات بشأن الاستيطان في الشمال، لأن كل شيء مرهون بوقف إطلاق النار في غزة، وهو ما لا يلوح في الأفق بعد رفض حركة “حماس” آخر مقترحٍ لوقف إطلاق النار تمت مناقشته مؤخراً.
ويؤكد التقرير أنّه “رغم الإنجازات العسكرية والضغوط الدولية على لبنان، فإنَّ الهدف الإستراتيجيّ هو إبعادُ “قوة الرضوان” وحزب الله عن الحدود حتى يتمكّن سكان الشمال من العودة إلى ديارهم، إلا أنه لم يجرِ تحقيقه حتى الآن.
وفي السياق، يقول دورون شانفر، أحد سكان كريات شمونة: “هناك ما يقرب من 400 صاروخ سقط داخل كريات شمونة، ولدينا مئات المركبات التي تضررت، وأكثر من 20 منزلاً تعرض لضربة مباشرة وتم تدميرهم بالكامل، وبالإضافة إلى الضربة المباشرة، هناك ضربات أخرى في كل مكان. هناك أيضاً المئات من المنازل التي تعرضت للقصف، أضرار جسيمة في البنية التحتية والمدارس ورياض الأطفال”.