شكّلت الإمتحانات الرسمية هذا العام مادة جدليّة بامتياز, لا سيّما بعد أن اجتمعت الأسرة التربوية يوم أمس الجمعة, للبحث بمصير المواد الإختيارية للشهادة الثانوية, وتقليص البرنامج, إضافة إلى إلغاء الإمتحان الوطني للشهادة المتوسطة.
إلا أن الإجتماع لم يصل إلى خواتيمه, إذ إنقسمت الآراء بين مؤيّد للمواد الإختيارية والرافض لها, الأمر الذي استدعى من الوزير عباس الحلبي بدعوة روابط التعليم الرسمي إلى الإجتماع معه يوم الثلاثاء المقبل للتشاور مجدداً والبحث في آلية إجراء الإمتحانات.
نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض, كان قد عبّر يوم أمس الجمعة عن رفض النقابة إجراء أي تعديل على برنامج المواد في الامتحانات الرسمية, واعتماد المواد الاختيارية للطلاب أو إجراء أي تغيير في مواعيد الامتحانات, إلا أن تصريح لافت له اليوم, دفع “ليبانون ديبايت” للتواصل معه للاستفهام, على اعتبار أن ما نُقل عنه يشير إلى أن النقابة لا مانع لها بإجراء امتحان موحّد لطلاب لبنان مع اعتماد المواد الإختيارية.
وعليه, شدّد محفوض على أن “موقف النقابة لا يزال على حاله, إلا أن فكرة سلخ طلاب الجنوب عن باقي الطلاب هي التي أثارت الجدل, حيث تمّ اتهامنا “بالخيانة”.
وشدّد على أن “شرط النقابة الأساسي هو مستوى الشهادة, ولذلك يجب إجراء الإمتحانات بكمية مقبول بها من المنهاج, لا يمكن الاستمرار بتقليص المواد, لا سيّما أنه تم تقليص المنهاج مرّتين هذا العام, فلا يجوز تقليصه مرّة ثالثة”.
وجزم أنّ “النقابة مع امتحان موحّد بكافة المواد مع أخذ طلاب الجنوب في عين الإعتبار”, مشيراً إلى أن “اللجان الفاحصة والروابط ستجتمع وسيحصر أساتذة الجنوب, وعليهم إبلاغ اللجان الفاحصة عن المحاور التي تم شرحها بكافة المواد, وعلى هذا الضوء تحدد آلية الإمتحانات”.
ولفت إلى أنه “من غير المقبول تحديد آلية إجراء الإمتحانات الرسمية “بالسياسة”, فالأمر تربوي بحت, ولذلك يجب دراسته تربوياً, ليتّخذ القرار النهائي بعدها”.
وأكّد أن “ليس لديه مانع بتأجيل الإمتحانات أسبوعين أو ثلاثة, شرط الحفاظ على مستوى الشهادة, ففي حال هناك ضرورة بإعطاء طلاب الجنوب وقت إضافي بالتأكيد لا مانع بذلك, فالمهم هو مستوى الشهادة”.
وعن توجّه الوزارة لاعتماد المواد الإختيارية؟ سأل محفوض, على أي أساس سيُتّخذ هذا القرار؟ فيمكن للوزارة اعتماد امتحان موحّد لكافة الطلاب على أساس المنهاج الذي تمّ إعطائه للطالب الجنوبي”.
وعن أن الإمتحانات الرسمية أصبحت مادة جدلية في لبنان؟ أجاب محفوض: “إسرائيل لا تحارب بالبندقية فقط, بل تحارب بالبندقية, والإقتصاد, والعلم والمعرفة, فما نصرّه عليه اليوم هو إمتحانات جدّية, لذا الإمتحانات باتت مادة جدلية وهذا أمر طبيعي للمحافظة على مستوى الشهادة اللبنانية”.