لا ينتهي مسلسل التعدّيات في لبنان على المواقع الطبيعية والأثرية في حين يعيش المسؤولون لا سيما المعنيين منهم في أبراجهم العاجية غير آبهين بما يحصل على أرض الواقع ويشوّه ما تبقى من “لبنان الجميل” ويحولون المناطق الطبيعية إلى محميات خاصة بهم تدر عليهم أرباحًا، في حين تستمر الدولة بالرزوح تحت الديون بسبب سياسة الفساد والمحسوبيات.
ويكشف رئيس جمعية الأرض لبنان بول أبي راشد في حديثٍ إلى “ليبانون ديبايت”، عن “شكوى تلقتها الجمعيّة حول التعديات التي تحصل على شاطىء رأس الشقعة – في منطقة حامات، حيث بدأت أعمال الحفر والتشويه إضافة إلى القيام بشق طريق وبناء حائط يحجب المنظر ويعرقل الولوج الحر إلى شاطئ رأس الشقعة، الذي يقع مباشرةً تحت دير سيدة النوريّة”.
ويُشير إلى أن “هذه المنطقة هي من أكثر المناطق الحساسة بيئيًا في لبنان ومعروفة بغناها الأثري الكبير، كما أنها مدرجة لتكون محميّة بحريّة من قبل وزارة البيئة، وهي مصنّفة كموقع مهم للتنوع البيولوجي KBA تحت الرقم LBN05، وكموقع مهم للنباتات IPA وموقع RAMSAR للأراضي الرطبة”.
ويلفت أبي راشد إلى أن “الأهالي في المنطقة رصدوا حركة الجرافات وأعمال الحفريات التي تحصل على الشاطئ، لذلك عند وصول الشكوى إلينا قمنا بإرسال بلاغ إلى القوى الأمنية والإدارات والجهات المعنية للتحرّك فورًا كي يتم وقف هذه الإعتداءات وإنقاذ هذا الموقع المميّز على الشاطئ اللبناني”.
ويكشف أنه “بعد التدقيق تبيّن أن هذه الأعمال تحدث في منتجع سياحي قديم مخالف وغير مكتمل وهي أيضًا تعتدي على أملاك سكة الحديد في المنطقة، ومن الواضح أنه لم يتم إجراء دراسة لتقييم الأثر البيئي الذي تسبّبه هذه الأعمال بحسب المرسوم رقم 2012/8633، ولو كان هناك دراسة لما سُمِحَ القيام بهذه التعدّيات”.
وينبّه أبي راشد، من “إستمرار هذه الأعمال في ظل غياب الرقابة، كما أن الوزراء المعنيين والقيّمين على هذا الأمر يبدو أنهم مشغولون بمصالحهم، لذلك بناءً على هذه الوقائع نضع هذه المسألة برسم وزارة البيئة، وزارة الأشغال العامة والنقل، وقوى الأمن الداخلي، والنيابة العامة البيئيّة في الشمال، ونطالبهم بالتحرّك فورًا”.
وخصّت جمعية الأرض موقع “ليبانون ديبايت”، بصور تكشف التعديات الحاصلة على شاطىء رأس الشقعة – في منطقة حامات.