الآن عون أُحرج فأخرج… باسيل يعطيه فرصة ثانية والا!
لم يعد السؤال عن صحة أو نفي شطب “مجلس الحكماء”في التيار الوطني الحر إسم النائب آلان عون. السؤال الواجب طرحه لماذا قرر رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إحراجه فإخراجه، والأكثر إحراجا “إعطاؤه” فرصة لتصحيح أخطائه مقابل بقائه في عضوية الحزب؟
النائب آلان عون ليس أول “الخارجين، أو المشطوبين، أو المطرودين” من عضوية التيار الوطني الحر ولن يكون آخر قطاف العنقود. قبل شهر وقّع باسيل على قرار اتخذه “مجلس الحكماء” في التيار، بإقالة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من التيار الوطني الحرّ بعدما وصل الخلاف الصامت بين الطرفين إلى خط النهاية. وسبق الطلاق الرسمي الذي حمل توقيع باسيل في بداية آذار الماضي توجيه الأخير انتقادات غير مباشرة للنائب بو صعب في أكثر من مناسبة وتسريبات تحدثت عن تشكيل بو صعب مع عدد من نواب التيار الوطني الحرّ وعددهم حوالى الخمسة ويعتبرون من مؤسسي التيار، مجموعة معارضة لخيارات باسيل وقراراته، علماً أن هناك خلافات عديدة بين هؤلاء النواب وباسيل. يومها رفض بو صعب المثول أمام مجلس حكماء التيار، فكان القرار بشطب عضويته، أما رد باسيل فكان بقبول القرار.
بالنسبة إلى النائب آلان عون يبدو أن الجدل لا يزال قائما حول توقيع باسيل على قرار مجلس الحكماء بفصل النائب عون من عضويته علما أن مجلس الحكماء في “التيار الوطني الحر” اجتمع برئاسة الرئيس السابق ميشال عون وطلب حضور عون، الا ان الاخير تخلف عن الحضور، وعليه قرر مجلس الحكماء بالتيار شطب عضويته، وارسل القرار الى رئاسة التيار. إلا أن باسيلرفض التوقيع، وطلب اعطاء آلان عون “فرصة ثانية” لحضور جلسة مجلس الحكماء.
ولأن لا فرصة ثانية ولا ثالثة بحسب ما افادت مصادر معارضة لتوجهات باسيل في التيار “المركزية”، لحضور آلان عون جلسة مجلس الحكماء، فإن قرار “إحراجه وإخراجه” قد تم بالفعل.
تاريخ باسيل مع فصل الأعضاء المنتسبين ومؤسسي التيار ليست جديدة. وما يحصل اليوم ليس إلا وليد ممارسات رئيس التيار التي تراكمت وحان موعد القطاف.
ثمة من يستعيد المعركة التي شنها باسيل على واضعي النظام الداخلي للحزب وهم من مؤسسي التيار والذي من شأنه أن يؤمن التوازن داخل التيار ويخلق نوعا من التضامن.يومها عمد إلى سحب النظام من وزارة الداخلية وأبطل مفعوله على قاعدة “أنا النظام والقرار لي”. وعلى رغم محاولات المؤسسين إقناع رئيس التيار آنذاك الرئيس السابق ميشال عون بتأمين المداورة لتحفيز الطموح، خصوصا أن الإمكانات متوافرة داخل التيار إلا أن إصرار عون التمسك بباسيل واحتضان أقواله وممارساته والتحكم بمركز القرار كل هذا أسس لبداية الشرخ داخل التيار فكانت النتيجة تراجع الشعبية وهذا ما يفسر انخفاض نسبة المؤيدين وخسارة الكادرات الفكرية والوطنية، في حين أصرت فئة أخرى على البقاء و”القتال” من داخل التيار.
وتلفت المصادر إلى أن سحب باسيل للنظام الداخلي من الداخلية كشف عن عدم قدرة على التعايش مع الآخر، علما أنه كان يملك المال والسلطة والأهم محبة وحضانة الجنرال، وأسقطت الستارة عن شخصية باسيل التي اظهرت عدم إدراكه بأن لعبة السياسة ترتكز على موازين قوى.
أيضا من الأسباب التي أدت إلى تفجير الوضع داخل التيار وخلق شعور لدى النواب بضرورة الخروج من دائرة “الخضوع” داخل التيار هي غياب المحاسبة. وإذا كانت المحاسبة لدى الأنظمة الديكتاتورية تحصل بالإنقلاب والدم، وبالرحيل أو الإستقالة في الأنظمة الديمقراطية المتطورة، إلا أنها في الأنظمة الهمجية على غرار لبنان تحصل باضمحلال الحزب وتحلله. واللافت أن هذه التجربة تتكرر في كل مرة بسبب غياب سياسة المحاسبة وإيصال شخص غير مستحق. وتضيف المصادر أن النائب باسيل وصل إلى رئاسة التيار بسبب مصاهرته الجنرال وأطاح بالركائز الوطنية والسياسية التي وضعتها شخصيات مؤسسة للتيار وبدل أن يستغل الفرصة ويتعاطى إيجابا مع المنتسبين والنواب “بلش يخبط بالعالم”.
هذا المسار انعكس سلبا على وزن التيار وبدأ يأخذ مداه لا سيما بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون الذي ترتبت عليه محاسبة معينة وانكسارات،. وترد المصادر إلى “فورة “تطهير وتنظيف التيار” بحسب تعريف باسيل لخطوات شطب أسماء نواب من عضوية التيار، إلى ثلاث معطيات: انحسار حجم باسيل وضعف ميزان القوة السياسية لدى التيار الوطني الحر. وأمام حجم هذه الأخطاء كان لا بد من أن يتحرك نواب التيار الموضوعون على لائحة “الشطب” وذلك حفاظا على وجودهم ووجود التيار أن يطلبوا مساءلة رئيس التيار عما آلت إليه الأمور بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون والأسباب التي تدفعه اليوم كنائب ورئيس للتيار أن يجلس ويعقد صفقات مع من كان يتهمهم بأنهم”ما خلونا” وإذا صح أنهم من الفاسدين كما كان يتهمهم خلال امتلاكه أدوات السلطة فلماذا يقبل بالجلوس معهم اليوم؟
مساءلة؟ وهل يقبل باسيل بذلك؟ حتما لا، تجيب المصادر وتشير إلى أن الخسارة على كل المستويات وهو يريد أن يطوي صفحة 6 سنوات ويقفز من مرحلة إلى أخرى رافضا مبدأ المساءلة والنقاش .
وتختم المصادر” باختصار باسيل يهرب إلى الأمام غير آبه بمصير التيار ويتصرف على قاعدة إما أن أكون الآمر الناهي في التيار أو لا يكون التيار وبالتالي عليّ وعلى أعدائي لأنه يدرك تماما أنه خسر كل شيء في السياسة كما في التيار وأي خسائر إضافية لن تغير في المعادلة شيئا”.
كتبت جوانا فرحات في “المركزية”