ماذا لو طار الدعم وبقي النازحون؟
تلتئم الهيئة العامة لمجلس النواب بعد غد الأربعاء لمناقشة ما اعلن عنه الاتحاد الأوروبي لجهة تقديم مليار يورو الى لبنان لدعم الخدمات الأساسية والاصلاحات الاقتصادية والمالية في اطار معالجة تداعيات النزوح السوري والاعباء التي يتحملها لبنان منذ نحو 13 عاما.
تجمع معظم القوى السياسية والمعنيين بالشأن العام على ان هذا الرقم ما هو الا فتات، لان الاعباء التي تحملها لبنان قد تفوق الـ50 مليارا…
وفي هذا الوقت ترتدي الجلسة اهمية كبرى، لا سيما وان هناك اجماعا نيابيا على رفض اي رشوة… لكن ماذا لو طار الدعم وبقي النازحون؟ خصوصا وان لا مؤشرات عن امكانية العودة.
وفي هذا السياق، اشار مصدر متابع الى ان المقاربة ليست اخذ الهبة او رفضها، مشددا على انه بغض النظر عن الاموال يجب معالجة النزوح السوري غير الشرعي.
وقال المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم”، في حال تبين ان الهدف من هذه الهبة هو رشوة لبنان من اجل ابقاء النازحين، فان الامر خطير جدا.
وكأن هناك من يقول للبنانيين ان “ارضهم للبيع”، وبالتالي هناك من يريد بيع السيادة والوطن مقابل حفنة من الاموال، وكل ذلك من اجل ان يرمي المجتمع الدولي ملفا لا يريد ان يتحمل مسؤوليته على لبنان، مضيفا: الخطورة هنا.
وحذر المصدر من ان قبول الهبة يعني “خذوا الاموال واسكتوا”، وعندها يكون لبنان قد تخلى او صمت عن المطالبة بحقه، وهذا ما هو مرفوض، لذا النقاش في مجلس النواب سيكون حول هذا المبدأ للتأكيد ان هذه الهبة لا علاقة لها باي امر آخر، بل هي من ضمن الهبات الدولية الاوروبية لتدعيم المؤسسات اللبنانية خشية من انهيار لبنان الذي يعاني اساسا من انهيار مالي رهيب.
واذ كرر تحذيره من ان الربط يعني بيع السيادة والكرامة والعنفوان والدولة مقابل اموال تهدد وجود البلد واستمراريته وهويته، شدد المصدر على ان تحويل طبيعة الجلسة الى طبيعة وطنية للخروج بموقف لبناني عام متوافق عليه بان موضوع اللاجئين يحظى بتوافق القوى السياسية اللبنانية المنقسمة حول كل شيء والمتفقة على امر واحد هو ضرورة عودة اللاجئين الى بلادهم.
واذا كانت العودة متعذرة، فما هو الحل؟ اجاب المصدر: اذا كان هناك تعذر امام هذه العودة يجب اخذهم الى بلد ثالث، فلبنان لم يعد باستطاعته استضافتهم، بمعنى آخر اذا كان المجتمع الدولي لا يريد دفع اموال في سوريا لعدم مخالفة قانون قيصر فليذهب بهم الى بلد آخر.
وختم: لا يمكن للمجتمع الدولي ان يحل ازمته على “ظهر اللبنانيين”.
عمر الراسي – “أخبار اليوم”