إذا فعلتها قطر… هل ينتهي الفراغ؟

إذا فعلتها قطر… هل ينتهي الفراغ؟

بعد نحو 20 شهرا من الفراغ، يتنقل الاستحقاق الرئاسي من مبادرة تلو الاخرى دون احداث خرقٍ بالجدار الصلب، بدءا من الدور الذي يلعبه الحزب “التقدمي الاشتراكي” حيث جال نوابه على غالبية الكتل وسيستكمل جولته هذا الاسبوع، وصولاً الى مبادرة رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل الذي استهلها بزيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي امس، واستكملها اليوم بزيارة رئيس مجلس النواب نبيه بري، وذلك بعد تجميد مبادرة كتلة الاعتدال الوطني. 

وفي وقتٍ بات اللبنانيون ينظرون الى الجولات المكوكية لأولياء المبادرات على انها اشغال للرأي العام بهم وبطروحاتهم فقط، الا انهم في الواقع يعولون على  المبادرات من كل دول العالم وربما من كواكب أُخرى حتى تحل ازمة الفراغ الرئاسي، حيث ان الافرقاء المحليين صعدوا إلى شجرة التصعيد بشكل لا يمكنهم النزول عنها، بما يعتبر تراجعاً او خسارة امام جمهورهم، اضف انّ اركان اللجنة الخماسيّة الدوليّة المعنيّة بفك الشيفرة، يشاركون ايضا بلعبة ملء الوقت الضائع في انتظار ما قد تحمله جبهة الجنوب المشتعلة.

ومن الواضح انّ كل فريق يحاول المزايدة على خصومه وحلفائه في السلطة من خلال زيارات وجولات يقوم بها لاثبات وجوده، لكن في المقابل يتهيأ لبنان الى المبادرة التي من المتوقع انّ تقودها قطر من خلال تصور جديد بالشكل والمضمون، فهل ستنجح في احداث خرق او تقدم عبر مفاوضات قد تجريها مع الاميركيين والايرانيين المعنيين حصراً بحل العِقد؟

المشكلة الاساس، وفق مراقب سياسي عليم، انّ “حزب الله” شدد امام القطريين على انّ مرشحه هو رئيس تيّار المردة سليمان فرنجية طالما هو مستمر في ترشيحه، مشيراً الى انّ الدوحة عندما تتدخل بصورة جديّة، وتستعمل ذخيرتها الدبلوماسيّة لدى الايراني والاميركي، سنرى نهاية الفراغ الرئاسي، لانّها تستطيع المونة على الطرفين الدوليين، واجتراح حل لا غالب ولا مغلوب، يُرضي “الثنائي الشيعي”، ويحفظ مكانة فرنجيّة، وفي نفس الوقت لا يكسر المعارضة.

 شادي هيلانة -“أخبار اليوم”