“حالة غير سليمة تعيشها بيروت”… خبير إقتصادي يتحدّث عن التداعيات!
إحتفظت بيروت بتصنيفها المتدنّي في قائمة المدن العربية والعالمية في مؤشر “نوعية الحياة”، رغم تسجيل تقدّم طفيف في كلفة المعيشة والقدرات الشرائية وبدلات الإيجارات السكنية، في حين سجلت تقدمًا محدودًا في الترتيب الدولي لقياسات مؤشر الغلاء، فهل ينعكس هذا التصنيف سلبًا ويُخرج بيروت عن خارطة السياحة العالمية؟
في هذا الإطار، يستبعد الخبير الاقتصادي وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أنيس أبو دياب في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أن يتم إزالة بيروت عن خارطة السياحة العالمية لأنها مدينة لها تاريخ عريق وتتمتع بموقع جغرافي جميل وخدمات بشرية مميّزة، لكنه يؤكّد أن هذا التصنيف سيضعها في مكان سلبي”.
ويوضح أنه “لم يتفاجأ بهذا التصنيف لأن لبنان منذ 4 سنوات وهو يعيش في حالة غير سليمة”، مشيرًا إلى أن “هذا التصنيف له عدة أسباب منها ضجيج مولدات الكهرباء والتلوث البيئي الحاصل الناتج عنها ناهيك عن التكلفة المرتفعة لتوليد الطاقة، وما زاد من بشاعة نوعية الحياة في بيروت أيضًا هي الطاقة الشمسية غير المنظمة التي نراها على أسطح وشرفات المباني وبالتالي هذا منظر غير جميل ومؤذي للنظر”.
ويُشير أبو دياب، إلى أن “هناك شوارع في العاصمة يوجد فيها إشارات ضوئية لا تعمل، إضافة إلى الشوارع التي تشهد تفلتًا أمنيًا، وبالتالي هذا ما يزيد الأمور سوءًا ويساهم في أن تكون بيروت غير آمنة سياحيًا من الناحية الأمنية والبيئية”.
ويلفت إلى “مسألة غلاء المعيشة بعد أن صُنفّت بيروت سادس أغلى مدينة عربية عند مقارنة مستوى الأسعار فيها، مؤكدًا أن تصنيف غلاء الفنادق في لبنان أقل بدرجتين عن أسعار الفنادق في دبي هو أمر خارج عن الوصف، مع العلم نحن نتفهّم أصحاب الفنادق لكن هناك صعوبة في القدرة على المنافسة في هذا الأمر”.
ويتطرّق إلى موضوع إرتفاع أسعار السلع، ويقول: “نحن نرى القدرة الشرائية تنهار يومًا بعد يوم، لا سيما أنه منذ شهر أيار عام 2023 حتى أيار عام 2024 سجلنا نسبة تقدّر بحوالي 51 % لناحية تضخم الأسعار، وهذه الأسعار غير ملائمة للسياحة بسبب الإرتفاع في التكاليف ناهيك عن أمر آخر أساسي له علاقة بالتسوق، فبعد أن كانت بيروت نقطة جذب للمتسوقين أصبح التسوق فيها اليوم غير مريح”.
ويخلص أبو دياب إلى القول، أنه “يجب العمل على تعزير العوامل التي تساعد في تأمين حياة لائقة وآمنة، حتى لا يتعرّض السائح أثناء زيارته لبيروت إلى مواقف محرجة تفسد عليه رحلته جراء جهله بطبيعة البلد الذي يزوره”.
ليبانون ديبايت